أعلن متزعم قسد “مظلوم عبدي” تعهده بتلبية مطالب العشائر العربية شرق سوريا والإفراج عن عشرات المقاتلين المحليين الذين ثاروا ضد قواته مؤخراً، موضحاً أنه سيقوم بإصلاح “الأخطاء” التي ارتكبت في إدارة المنطقة ونزع فتيل التوترات التي غذت عدة أيام من القتال الشرس.
وبحسب مقابلة مع رويترز، أكد عبدي لقاءه بزعماء القبائل والعشائر العربية، زاعماً أنه سيعيد هيكلة مجلسي دير الزور المدني والعسكري لجعلهما أكثر تمثيلاً لجميع العشائر والمكونات في المحافظة، لافتاً إلى أنه منفتح على كل الانتقادات وسيقوم بدراستها جميعاً لحين عودة الميليشيا التابعة له “قسد” أقوى مما كانت عليه .
واتهم عبدي أيضاً حكومة ميليشيا أسد بأنها تقف وراء الاضطرابات الأخيرة مبيناً أن لديه عناصر معتقلين مرتبطين بدمشق لن يتم إطلاق سراحهم، في حين ذكرت رويترز أن تلك الانتفاضة دفعت الولايات المتحدة إلى بذل جهود كبيرة لوقف التصعيد مع احتمال أن يستغل داعش أو الأسد هذا الصراع.
وأضاف عبدي أن لديهم قراراً بإصدار عفو عام عن المتورطين وأنهم أطلقوا بالفعل سراح نصف المعتقلين، وسيتم إطلاق سراح الباقين واعداً في الوقت نفسه باستضافة اجتماع واسع النطاق مع وجهاء القبائل وممثلين آخرين من دير الزور لمعالجة المظالم القائمة منذ فترة طويلة، من التعليم والاقتصاد إلى الأمن.
وأقر متزعم ميليشيا قسد بوجود “عيوب” على نطاق واسع في مدى شمول المجالس المحلية لمختلف القبائل قائلاً: هناك ثغرات وأخطاء على الأرض.
يأتي هذا بعد تصريح مماثل لمظلوم عبدي أمس دعا فيه الشيخ إبراهيم الهفل للحوار والمناقشة، بعد أيام قليلة من إهدار دمه واعتباره مطلوباً له وسبباً “للفتنة” في المنطقة حسب زعمه، وذلك بعد توسع الاشتباكات مع العشائر وتحرير الأخيرة لعشرات القرى وطرد الميليشيات منها.
كلام متزعم ميليشيا قسد تبعه تسجيل صوتي لشيخ قبيلة العكيدات يؤكد فيه أن المعارك ضد الميليشيا ستستمر لحين طرد مرتزقة قنديل من المناطق العربية كاملة، مضيفاً أن وضعهم العسكري جيد، وهم الآن يستعدون لمعركة طويلة ضد قسد التي نهبت خيرات النفط والقمح في دير الزور.
وحول موقف التحالف الدولي من الأحداث في المنطقة، أكد “الهفل” أنهم مستغربون من موقفه إزاء ما يجري، مشيراً إلى أنه وقبيلته وجّهوا العديد من المناشدات لوقف إطلاق النار إلا أن التحالف الدولي تجاهلها جميعاً.
وكان يوم أمس قد شهد انخفاضاً في وتيرة الاشتباكات بين الطرفين تزامناً مع إعلان الخارجية الأمريكية أن وفداً تابعاً لها التقى قادة من “قسد” شمال سوريا وشدد على الإصغاء لمظالم أهالي دير الزور، في حين نقلت شبكة الخابور أن التحالف الدولي طلب من الميليشيا وقوات العشائر إيقاف إطلاق نار.
من جهتها ذكرت وكالة الأناضول عن بيان للهفل، أن العشائر تطالب بضمانات أمريكية للتهدئة في المنطقة إلى جانب إعادة هيكلة المجلس العسكري ليقوده ضباط من أبناء المنطقة، كما تضمنت المطالب وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإجلاء جثث القتلى وإدخال المساعدات، وفرض وجود الضامن الأمريكي على الأرض لمنع عمليات خرق الهدنة.