-

عاجل: تجري الان مفاوضات والعشائر تطرح 3 مطالب

(اخر تعديل 2024-09-09 15:37:03 )
بواسطة

بالتزامن مع اشتداد وتيرة المواجهات وتوسّعها بين مقاتلي العشائر في دير الزور وميليشيا قسد، بدأت مفاوضات بين ممثلين عن الطرفين برعاية التحالف الدولي، وسط مخاوف من قبل الجميع أن تستغل ميليشيات أسد وإيران هذه المواجهات لتحقيق اختراق في شرق الفرات.

اتهامات ومخاوف

العلامة الفارقة في تطورات الاشتباكات الجارية بدير الزور مثّلها الصراع الشديد من أجل السيطرة على بلدة “البصيرة” شرق دير الزور، والتي كانت خاضعة لسيطرة مقاتلي العشائر حتى مساء الأمس، بعد طرد ميليشيا قسد منها، حيث ركزت الأخيرة هجومها من أجل استعادتها، بالتزامن مع اتهامات وجهتها للشيخ إبراهيم الهفل، أحد مشايخ قبيلة العكيدات الرئيسيين، بالتآمر مع ميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية من أجل التمهيد لدخولها.

معلومات تداولها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس، تحدثت عن علاقة سرّية تجمع الشيخ إبراهيم الهفل مع ضباط في فرع المخابرات الجوية بدير الزور، وتنسيق بينه وبين نواف البشير، أحد وجهاء قبيلة البكارة والمؤيد للنظام، الذي كان قد ركب موجة انتفاضة العشائر، للمطالبة بإعادة ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قسد إلى سيطرة النظام.

لكن مقرّبين من الهفل استبعدوا الاتهامات الموجهة له بهذا الخصوص، على الرغم من إقرارهم بموقفه المحايد من الثورة، كما استبعدوا أيضاً أن يكون على تنسيق مع البشير، المرفوض بشكل حاسم من أبناء المنطقة، مشيرين إلى نقطتين لا يمكن أن تسمحا له بلعب هذا الدور، كما يقولون، حتى مع افتراض صحة هذه الاتهامات:

الأولى: أن الشيخ إبراهيم ليس الوحيد الذي تعود له زعامة “العكيدات” بل يحتل المرتبة الثالثة في الأهمية داخل العشيرة، بعد شقيقه مصعب وعمّه هفل جدعان الهفل، والاثنان من المعارضين بشكل جذري لنظام أسد.

الثانية: أن جميع سكان المنطقة المنتفضة من المعارضين للنظام، وجميعهم من الذين شاركوا بالثورة ضده، وبالتالي حتى وإن حصلت أي اختراقات لمناطقهم، سواء من قبل الميليشيات الإيرانية، أو من ميليشيا أسد، فإنهم سيتصدّون لها بقوة، لأن أكثرهم يفضّل الموت على عودة النظام.

وكتدليل على ما سبق، كشفت مصادر ميدانية لـ”أورينت نت” عن رفض جميع الجرحى من أبناء المنطقة، الذين أصيبوا خلال المواجهات مع ميليشيا قسد، عرضاً بالتوجه للعلاج في مناطق سيطرة أسد، على الرغم من الحصار المفروض عليهم، وعدم توفر الإمكانات الطبية اللازمة.

الموقف الذي لم يُحسم

على الصعيد الميداني، شهدت جبهة منطقة منبج بين ميليشيا قسد والجيش الوطني اشتباكات عنيفة، حيث هاجمت مجموعات من مقاتلي العشائر قرى خاضعة لسيطرة قسد، للتخفيف عن المقاتلين المشتبكين معها في ريف دير الزور الشرقي.

خمس قرى وبلدات في ريف منبج تمكن مقاتلو “الفزعة” من السيطرة عليها صباح أمس، بعد هجوم سريع، قبل أن يضطروا للانسحاب منها مساءً نتيجة القصف المدفعي المكثف لميليشيا قسد، والهجمات الجوية التي نفذها طيران الاحتلال الروسي ما أدى لوقوع إصابات.

وبالتزامن مع إعلان الانسحاب من القرى التي تمت السيطرة عليها في ريف منبج، وأهمها “عرب حسن” و”المحمودية”، تداول ناشطون أخباراً عن تمكن قسد من استعادة السيطرة على بلدة البصيرة بريف دير الزور بعد اشتباكات عنيفة.

عودة ميليشيا قسد للسيطرة على القرى التي خسرتها بريف منبج لم تكن مفاجئة، خاصة مع افتقاد المهاجمين السلاح الثقيل والإمدادات، إلى جانب تدخّل سلاح الجو الروسي.

أما بالنسبة للبصيرة، فإن خسارة مقاتلي العشائر لها يمكن أن يمثّل تحولاً في سير المواجهات في ريف دير الزور، خاصة مع عدم انخراط جميع العشائر إلى جانب العكيدات في هذه المواجهة، حيث تُعتبر البلدة معقلاً لعشيرة “البكيّر” الفخذ الذي ينتمي له أحمد الخبيل “أبو خولة” في العكيدات.

“أورينت نت” تواصلت مع شخصيات من مختلف عشائر المنطقة من الثوار، للتساؤل عن سبب تردّد هذه العشائر في مؤازرة المقاتلين بالبصيرة وما يليها من قرى وبلدات في الريف الشرقي باتجاه الجنوب، بعد أن تم طرد ميليشيا قسد منها خلال الأيام الماضية، حيث بدا من الإجابات عدم وجود موقف موحّد بعد من قبل مشايخ العشائر الموجودين في مناطق سيطرة قسد.

الحساسيات العشائرية والخشية من استفادة نظام أسد وحليفته إيران من الفراغ الذي يمكن أن يحصل، خاصة مع عدم وضوح موقف قوات التحالف من هذه التطورات، بالإضافة إلى الموقف السلبي من أحمد الخبيل (أبو خولة) القائد السابق لمجلس دير الزور العسكري، والذي اندلعت المواجهات بعد اعتقاله من قبل قسد، كل ذلك وغيره أسهم على ما يبدو في عدم حسم الموقف على هذا الصعيد حتى الآن.

مفاوضات ومطالب وتعهدات

وعلى وقع المواجهات الشرسة التي دارت أمس، انطلقت مفاوضات بين ممثلين عن العشائر المنتفضة وممثلين عن ميليشيا قسد برعاية قوات التحالف الدولي.

وبينما قالت مصادر مطلعة لـ”أورينت نت” إن الشيخ هفل جدعان الهفل، أحد شيوخ العكيدات المقيم في الولايات المتحدة، توجّه في وقت مبكر فجر أمس إلى سوريا للمساهمة في حل الخلاف عن طريق الحوار، وأنه وصل إلى مدينة القامشلي مساءً، كشفت مصادر أخرى عن توقفه في القاعدة الأمريكية الرئيسية بألمانيا، حيث جرت الجولة الأولى من المفاوضات.

وبينما لم يتم الكشف عن نتائج هذه المباحثات حتى ساعة إعداد التقرير، حصلت “أورينت نت” على قائمة المطالب التي تقدم بها ممثلو العشائر لقوات التحالف.

الشروط التي حملها شيوخ عشيرة العكيدات، تتضمن المطالبة بوقف الهجوم من قبل ميليشيا قسد على مناطقهم، وانسحاب كل التعزيزات التي أُرسلت مؤخّراً إلى هناك، وفكّ الحصار الذي فُرض عليها فوراً قبل الدخول في الحوار حول المطالب السياسية.

وفيما يتعلق بهذه المطالب، أكدت المصادر أنها تتلخص في ثلاثة بنود رئيسية هي:

١- تفكيك كل الأجسام العسكرية والأمنية العائدة لقيادة ميليشيا قسد، وإنشاء مؤسسات بديلة تقوم كوادر المنطقة من أبناء العشائر العسكريين بإدارتها.

٢- تمكين أبناء المنطقة من إدارة شؤونهم المدنية والخدمية، وتخصيص التمويل اللازم بدون أن يكون للقيادات التي تهيمن على ما يسمى الإدارة الذاتية أي قرار أو سلطة أو تدخّل فيها.

٣- فتح قنوات اتصال مباشر بين هذه المؤسسات وبين قوات التحالف الدولي، بدون المرور عبر قنوات قيادة قسد الحالية التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني PKK المصنّف على قوائم الإرهاب الغربية والتركية.

ومقابل ذلك، وحسب مصادر “أورينت نت”، تتعهد فعاليات المنطقة والمؤسسات التي ستنشئها وتديرها، بعدم السماح لميليشيا أسد أو الميليشيات الإيرانية بالتقدم في المنطقة والدفاع عن حدودها بشكل كامل.

كما قدّم ممثلو العشائر تعهداً يؤكد على التزامهم وقدرتهم على مكافحة أي تهديدات إرهابية يمكن أن يتسبّب بها تنظيم داعش، والتعاون مع قوات التحالف من أجل مواجهة التهديدات من مختلف الأطراف.

ترجّح المصادر، وكذلك المؤشرات أن يتم التوصل إلى اتفاق بين كل من قسد وعشيرة العكيدات بناء على المفاوضات التي انتقلت من ألمانيا إلى القامشلي، حيث يبدو أن قوات التحالف بدأت تضغط من أجل وقف الاشتباكات وعدم تدهور الأمور الميدانية باتجاه المزيد من التصعيد، بينما يأمل الجميع أن تستجيب الولايات المتحدة لمطالب المنتفضين من أبناء العشائر، وتضع حداً لهيمنة الكوادر التابعة أو المرتبطة بـ PKK على الإدارة التي تسيطر على شرق الفرات.