رغم أن تركيا ما تزال متمسكة برفض الشرط الذي وضعه رئيس عصابة المخدرات (بشار الأسد) بانسحاب الجيش التركي من سوريا كونها ترى فيه إضعافاً لأمنها القومي وتهديداً لحدودها، غير أن مساع روسيا وضغوط أخرى قد تضعف أردوغان وتدفعه للتراجع، حسب مزاعم مجلة فورن بوليسي الأمريكية.
وقالت المجلة في تقرير عنونته بـ (لا خيار أمام أردوغان إلا التطبيع مع الأسد)، إن أردوغان بات في موقف لا يحسد عليه حيال التطبيع، وإن (خياراته في إملاء الشروط قليلة جداً)، وإن الشرط الذي تم فرضه من قبل بشار أسد للتطبيع هو الأقرب للتنفيذ، لا سيما أن تركيا بحاجة لإحراز تقدم بالملف السوري وفق تعبيرها.وأرجعت المجلة سبب قلة الخيارات أمام أنقرة، إلى (حقيقة مواصلة الأسد في حكم سوريا بعد عام 2022) وفق تعبيرها، وأن هذه الحقيقة تجسّدت بعودة سوريا إلى عضوية جامعة الدول العربية في شهر مايو/أيار من هذا العام، وهو ما اعتبرته المجلة نقطة ضغط كبيرة على أنقرة نظراً لأن روسيا تحث كلا الجانبين على (صنع السلام) على حد تعبيرها، ولا خيار آخر أمام أردوغان.
الضغوطات على أردوغان
كما اعتبرت المجلة أن أردوغان بات في موقف صعب جداً وأمام نقطة ضغط جديدة، بعد الرسائل الأمريكية غير المباشرة التي تم توجيهها على شكل عقوبات، تم فرضها على شخصيات وفصائل تدعمها أنقرة شمال سوريا، والتي طالت كلاً من فصيل سليمان شاه وفرقة الحمزة، إضافة لقائد فصيل سليمان شاه (محمد الجاسم/أبو عمشة وشقيقه وليد).
وإن ملف اللاجئين السوريين، يعتبر نقطة ضغط أخرى لا سيما في ظل إجماع غالبية الأتراك وفق تعبير المجلة على إعادة السوريين إلى بلادهم، مشيرة إلى أن كثيرين يلقون اللوم على أردوغان وسياسته المتمثلة في قبول ملايين اللاجئين، الذين يعتقدون أنهم يستنزفون الموارد الوطنية الشحيحة التي ينبغي تخصيصها بدلاً من ذلك للمواطنين الأتراك.
هل سيوافق أردوغان؟
بعيداً عن تقرير المجلة، ورغم أن أردوغان أكد استعداده للقاء بشار أسد (بدون شروط مسبقة)، إلا أن الرفض المطلق من قبل أنقرة حيال سحب الجيش التركي من شمال سوريا هو الموقف الراسخ والوحيد، فأردوغان كرّر ورد على مطالب زعيم الحشاشين في مناسبات عدة، بأن أنقرة لن تسحب جيشها من شمال سوريا.
وبرّر أردوغان رفضه الذي يجتمع عليه مع معارضين له، بأن سحب الجيش التركي من شمال سوريا سيخلق فجوة أمنية من الممكن أن تستهدف من خلالها التنظيمات الإرهابية (قاصداً ميليشيات قسد وحزب العمال الكردستاني) أمن تركيا القومي، أما بخصوص ملف اللاجئين فإن أردوغان يتحدث وبشكل دائم عن مشاريع لبناء المساكن في سوريا، من أجل عودة ما يقرب من مليون لاجئ إلى أراضيهم.
وقبل أيام، أعلن الرئيس التركي عن دعمه لمقاتلي العشائر التي تخوض حرباً ضروساً ضد مرتزقة قنديل في مناطق ريف دير الزور وريف حلب، واصفاً إياهم بأصحاب الأرض وأن قسد عبارة عن مرتزقة إرهابيين.
وكان أردوغان قد صرّح في وقت سابق، أن قواته موجودة في سوريا لمكافحة الإرهاب، إلا أنه أكد في الوقت نفسه بأنه منفتح على لقاء الأسد إذا ما وافق الأخير على محاربة ميليشيا قسد المصنفة على لوائح الإرهاب تركياً.