-

في 6 حالات يكون حليب الأم سم قاتل في تغذية

في 6 حالات يكون حليب الأم سم قاتل في تغذية
(اخر تعديل 2024-09-09 15:37:03 )
بواسطة

يقف نقص التغذية وراء 1.3 مليون حالة وفاة بين الأطفال كل عام أو 45% من جميع وفيات الأطفال. والجدير بالذكر أنّ تغذية الرضّع وصغار الأطفال من المجالات الرئيسية لتحسين بقيا الأطفال وتعزيز نمو الأطفال ونمائهم بشكل صحي. ويكتسي العامان الأوّلان من حياة الطفل أهمية خاصة، حيث تمكّن التغذية المثالية أثناء تلك الفترة من خفض معدلات المراضة والوفاة، والحدّ من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتحسين نماء الطفل عموماً.

والواقع أنّ الممارسات المثلى في مجالي الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية تكتسي أهمية بدرجة تمنحها القدرة على إنقاذ أرواح 800000 طفل دون سن الخامسة كل عام.

وفيما يلي توصيات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف:

  • التبكير بتوفير الرضاعة الطبيعية، أي في غضون الساعة الأولى بعد الميلاد؛
  • الاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل؛
  • الشروع، اعتباراً من الشهر السادس، في إعطاء الطفل أغذية تكميلية مأمونة ومناسبة من الناحية التغذوية، مع الاستمرار في إرضاعه طبيعياً حتى بلوغه عامين من العمر أو أكثر من ذلك.

غير أنّ كثيراً من الرضّع والأطفال لا يتلقون التغذية المثلى؛ ومن الأمثلة على ذلك أنّ هناك، في المتوسط، نحو 36% من الرضّع من الفئة العمرية 0-6 أشهر ممّن لا يُغذون إلاّ عن طريق الرضاعة الطبيعية في الفترة مابين 2007-2014.

وتم تحسين التوصيات لتلبية احتياجات الرضّع الذين تحمل أمهاتهم فيروس نقص المناعة البشرية. وتمكّن التدخلات القائمة على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، الآن، من الاقتصار على الرضاعة الطبيعة لتغذية أولئك الأطفال حتى بلوغهم ستة أشهر من العمر، والاستمرار في إرضاعهم طبيعياً حتى بلوغهم 12 شهراً على الأقل، علماً بأنّ تلك التدخلات تحدّ بشكل كبير من مخاطر سراية الفيروس.

الرضاعة الطبيعية

يعود الاقتصار على الرضاعة الطبيعية بمنافع كثيرة على الرضيع وأمّه. وفي مقدمة تلك المنافع الحماية من العداوى المعدية-المعوية التي لا تُلاحظ في البلدان النامية فحسب، بل كذلك في البلدان الصناعية. ويسهم التبكير بتوفير الرضاعة الطبيعية، أي في غضون ساعة واحدة بعد الميلاد، في حماية الولدان من اكتساب العداوى وخفض معدلات وفاتهم. ويمكن أن ترتفع مخاطر الوفاة جرّاء الإسهال وغيره من العداوى بين الرضّع الذين لا يستفيدون من الرضاعة الطبيعية إلاّ جزئياً أو لا يستفيدون منها على الإطلاق.

ويمثّل لبن الأم أيضاً أحد المصادر الهامة للطاقة والعناصر التغذوية بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و23 شهراً. فبإمكانه توفير نصف الاحتياجات من الطاقة أو أكثر من ذلك للأطفال من الفئة العمرية 6-12 شهراً، وثلث الاحتياجات من الطاقة للأطفال من الفئة العمرية 12-24 شهراً. ويمثّل لبن الأم كذلك مصدراً هاماً للطاقة والعناصر التغذوية أثناء الإصابة بالمرض، كما أنّه يحدّ من معدلات وفاة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

ومن الملاحظ، لدى البالغين الذين استفادوا من الرضاعة الطبيعية في مرحلة الطفولة انخفاض معدلات فرط الوزن والسمنة. إن الأطفال الذين تمتعوا برضاعة طبيعية في طفولتهم يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء. وتسهم الرضاعة الطبيعة أيضاً في تعزيز صحة الأمهات وعافيتهم؛ فهي تحدّ من مخاطر الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الثدي وتساعد على تباعد الولادات– يخلّف الاقتصار على الرضاعة الطبيعية للأطفال دون سنة الستة أشهر أثراً هرمونياً يؤدي في غالب الأحيان إلى إيقاف الحيض . ويمثّل ذلك وسيلة طبيعية (ولو أنّها غير مضمونة) لتنظيم الولادة، وهي تُعرف باسم “ضهى الإرضاع”.

ولا بدّ من توفير الدعم اللازم للأمهات والأسر لضمان إرضاع الأطفال طبيعياً وبالطرق المثلى. وفيما يلي بعض الإجراءات التي تساعد على حماية الرضاعة الطبيعية وتعزيزها ودعمها:

  • اعتماد سياسات مثل اتفاقية حماية الأمومة 183 التي وضعتها منظمة العمل الدولية والمدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم والتوصية رقم 191، المكملة للاتفاقية رقم 183 التي تقترح مدة أطول للإجازة وفوائد أعلى؛
  • المدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم وقرارات جمعية الصحة العالمية اللاحقة ذات الصلة؛
  • تنفيذ الخطوات العشر لضمان نجاح الرضاعة الطبيعية، التي حُدّدت في مبادرة المستشفيات الصديقة للرضّع، ومنها:
    • ملامسة جلد الأم لجلد طفلها عقب ولادته فوراً واستهلال الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى من عمره؛
    • إرضاع الطفل بناء على طلبه (أي كلّما يرغب في ذلك، في النهار وأثناء الليل)؛
    • المساكنة (تمكين الأمهات وأطفالهن الرضّع من البقاء سوية على مدار الساعة)؛
    • الامتناع عن إعطاء الرضّع أغذية أو مشروبات إضافية، بل حتى الماء؛
  • الخدمات الصحية الداعمة التي توفر المشورة اللازمة في مجال تغذية الرضّع وصغار الأطفال أثناء جميع أنواع التواصل بين مقدمي خدمات الرعاية وصغار الأطفال، مثلما يحدث خلال الرعاية السابقة للرعاية والتالية لها، والزيارات التي تتم لتفقد أحوال الأطفال الصحية، وعمليات التمنيع؛
  • الدعم المجتمعي بما في ذلك أفرقة دعم الأمهات والأنشطة المجتمعية لتعزيز الصحة والتثقيف في المجال الصحي.

التغذية التكميلية

عند بلوغ الرضيع ستة أشهر من العمر تقريباً تبدأ احتياجاته من الطاقة والعناصر المغذية تتجاوز ما يوفره لبن الأم من تلك الطاقة والعناصر، وبالتالي يتعيّن توفير الأغذية التكميلية لتلبية تلك الاحتياجات. وعند بلوغ تلك السن يصبح الرضيع مستعداً من الناحية النمائية لتناول أغذية أخرى. وقد يتعثّر نمو الطفل إذا لم يُعط أغذية تكميلية عندما يقارب عمر الستة أشهر، أو إذا أُعطيت له تلك الأغذية بشكل غير ملائم. وفيما يلي المبادئ التوجيهية لتغذية الرضّع على النحو المناسب:

  • الاستمرار في توفير الرضاعة الطبيعية بشكل متكرّر وبناء على طلب الرضيع حتى بلوغه عامين من العمر أو أكثر من ذلك؛
  • ممارسة التغذية التي تلبي الاحتياجات (أي تغذية الرضّع بشكل مباشر وإعانة الأطفال الأكبر سناً. والحرص على تغذيتهم ببطء وتأن، وتشجيعهم على الأكل دون إجبارهم على ذلك، والحديث إليهم ومواصلة التواصل معهم عن طريق العينين)؛
  • الحفاظ على النظافة الشخصية ومناولة الأغذية بطرق سليمة؛
  • البدء، في الشهر السادس، بإعطاء كميات قليلة من الأغذية وزيادتها بشكل تدريجي مع تقدم الطفل في السنّ؛
  • القيام، تدريجياً، بزيادة سمك قوام الأغذية وزيادة تنوّعها؛
  • زيادة عدد الوجبات، أي توفير 2-3 وجبات في اليوم للرضع من الفئة العمرية 6-8 أشهر، و3-4 وجبات في اليوم للرضّع من الفئة العمرية 9-23 شهراً، مع إعطاء وجبة إلى وجبتين خفيفتين إضافيتين، حسب الاقتضاء.
  • إعطاء مجموعة متنوعة من الأغذية الغنية بالعناصر المغذية؛ استخدام الأغذية التكميلية المعزّزة أو مكملات الفيتامين-المعادن، عند اللزوم؛
  • زيادة مدخول السوائل أثناء المرض، بما في ذلك زيادة الرضاعة الطبيعية وإعطاء الأغذية الرطبة المفضّلة.

التغذية في الظروف الاستثنائية الصعوبة

لا بدّ من إيلاء اهتمام خاص وتوفير الدعم العملي اللازم للأسر والأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة وينبغي، عند الإمكان، أن تظلّ الأمهات برفقة أطفالهن الرضّع وتوفير الدعم اللازم لتمكينهن من ممارسة أنسب خيار تغذوي متاح. ويظلّ الاقتصار على الرضاعة الطبيعية الأسلوب المفضّل في مجال تغذية الرضّع في جميع الظروف الصعبة، ومنها ما يلي:

  • نقص الوزن عند الميلاد أو الرضّع الخدّج؛
  • الأمهات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية؛
  • الأمهات المراهقات؛
  • الرضّع وصغار الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية؛
  • الأسر التي تعاني من آثار حالات الطوارئ المعقدة؛

فيروس نقص المناعة البشرية وتغذية الرضّع

توفير الرضاعة الطبيعية، ولاسيما توفيرها في مراحل مبكّرة والاقتصار عليها، من أكثر السُبل فعالية لتحسين معدلات بقيا الأطفال. غير أنّه يمكن للأم التي تحمل فيروس نقص المناعة البشرية نقل ذلك الفيروس إلى ابنها خلال فترة الحمل أو إبّان المخاض أو الولادة، ويمكنها نقله أيضاً عن طريق الرضاعة. وكان التحدي المطروح في الماضي يتمثّل في الموازنة بين مخاطر اكتساب الرضّع للفيروس عن طريق الرضاعة الطبيعية مقابل ارتفاع مخاطر الوفاة جرّاء أسباب أخرى غير فيروس نفص المناعة البشرية، لاسيما سوء التغذية وأمراض خطيرة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي، عندما لا يتم إرضاعهم طبيعياً.

وتظهر البيّنات الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية وتغذية الرضّع أنّ إعطاء الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لكل من الأم المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وطفلها الرضيع المعرّض لمخاطر اكتساب ذلك الفيروس من الأساليب التي تسهم بقدر وافر في الحدّ من مخاطر سراية الفيروس عن طريق الرضاعة الطبيعية. ويمكّن ذلك الأسلوب الأمهات الحاملات لفيروس نقص المناعة البشرية من إرضاع أطفالهن دون أن يواجهن مخاطر نقل الفيروس إليهم إلاّ بنسبة قليلة (1-2%). يمكن للأمهات المصابات بفيروس الإيدز وأطفالهن والذين يعيشون في البلدان التي لا يزال يمثل فيها الإسهال والالتهاب الرئوي وسوء التغذية أسباباً شائعة لوفيات الرضع والأطفال، الاستفادة من فوائد الرضاعة الطبيعية بأقل قدر من مخاطر انتقال فيروس الإيدز.

منذ عام 2010، أوصت المنظمة بتناول الأمهات المصابات بفيروس الإيدز لمضادات الفيروسات القهقرية والاقتصار حصرا على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة 6 أشهر، ثم إدخال الأغذية التكميلية المناسبة والاستمرار في الرضاعة الطبيعية إلى أن يتم الطفل عامه الأول. وينبغي وقف الرضاعة الطبيعية فقط عندما يمكن توفير نظام غذائي ملائم وآمن من الناحية التغذوية بدون حليب الثدي.

وحتى في حالة عدم توافر مضادات الفيروسات القهقرية، ينبغي توصية الأمهات بالاقتصار حصراً على الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر ومواصلة الرضاعة الطبيعية بعد ذلك إلا إذا كانت الظروف البيئية والاجتماعية آمنة وداعمة لتغذية الرضع باستخدام حليب الأطفال.

يقول الخبراء أنه إذا كان الطفل لا يستيقظ من أجل الرضاعة، فلا يجب على الأم أن تنتظر أكثر من أربع ساعات قبل إيقاظه وإذا استمر ذلك فيجب مراجعة طبيب الأطفال، بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل حوالي أربعة أسابيع من العمر، يمكن توقع أن ينام حتى خمسة ساعات دون الحاجة إلى الرضاعة.