-

أثر تقليص أيام العمل على الصحة والإنتاجية

(اخر تعديل 2024-10-20 21:00:22 )
بواسطة

تقليص أيام العمل: خطوة نحو تحسين الراحة النفسية

في السنوات الأخيرة، بدأ العديد من الشركات حول العالم يستكشفون فوائد اقتصار أيام العمل في الأسبوع على أربعة. وقد أظهرت دراسة جديدة في ألمانيا أن هذا التوجه قد يسهم في تخفيف التوتر الذي يشعر به الموظفون، مما يؤدي إلى زيادة طفيفة في إنتاجيتهم. هذا ما أظهره تقرير تم نشره مؤخراً، حيث تم عرض النتائج يوم الجمعة الماضي.
مطعم الحبايب الحلقة 10

التجربة الألمانية: برنامج مبتكر

شارك في هذه الدراسة 41 شركة ألمانية على مدى ستة أشهر في برنامج أطلقته شركة «إنترابرينور». هذا البرنامج كان يهدف إلى تقليص ساعات العمل أو الاكتفاء بأربعة أيام عمل فقط في الأسبوع، وهو مطلب قديم للنقابات العمالية في ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، تمت مشاركة هذا المشروع مع جامعة مونستر والمبادرة الدولية «4 داي ويك غلوبل»، التي تشمل الآن ثمانية دول، من بينها المملكة المتحدة وأستراليا والبرتغال.

نتائج الدراسة: تحسين ملحوظ في الصحة النفسية

أظهر الاستنتاج الرئيسي للدراسة أن تقليص أسبوع العمل إلى أربعة أيام، مع الحفاظ على عدد ساعات العمل نفسها، يؤدي إلى تحسن كبير في الصحة النفسية والبدنية للموظفين. خلال فترة الستة أشهر، تم استخدام تقنيات مثل الساعات الذكية وعينات الشعر والتقييم الذاتي لمراقبة تأثير هذا التغيير.

تخفيف التوتر وزيادة النشاط

تظهر النتائج أن المشاركين في الدراسة عانوا من توتر أقل بمعدل 178 دقيقة في الأسبوع مقارنة بـ191 دقيقة قبل بدء التجربة. كما أظهرت الدراسة زيادة في ممارسة الرياضة وتحسين في جودة النوم، حيث انخفضت ساعات النوم بمعدل 38 دقيقة إضافية أسبوعياً.

الإنتاجية: تغيرات طفيفة ولكن إيجابية

عبر المشاركون عن شعورهم بزيادة طفيفة في الإنتاجية، رغم عدم تغير عبء العمل. ومع ذلك، أبدت الدراسة حذراً بشأن هذا الجانب، مشيرة إلى عدم وجود دليل على أن تقليص أيام العمل يزيد من أرباح الشركات أو يقلل من الإجازات المرضية أو البصمة الكربونية.

نظرة مستقبلية: دعم الشركات لتقليص ساعات العمل

على الرغم من عدم وجود تأثيرات واضحة على الأرباح، فإن 39% من الشركات المشاركة في التجربة قررت اعتماد نظام العمل لأربعة أيام في الأسبوع، بينما أفادت 34% بأنها ستواصل التجربة. ومنذ جائحة كوفيد-19، أصبحت فكرة تقليص أيام العمل موضوع نقاش دائم في ألمانيا، حيث تم طرحه كأحد المطالب الرئيسية في نزاع نقابات سائقي القطارات مع شركة السكك الحديدية الوطنية «دويتشه بان» في مارس الماضي.

خاتمة: نحو مستقبل عمل أكثر إنسانية

مع استمرار النقاش حول تقليص ساعات العمل، يبدو أن هناك اتجاهًا متزايدًا نحو تحسين جودة الحياة للموظفين. إن تعزيز الصحة النفسية والإنتاجية في مكان العمل قد يكون له تأثيرات إيجابية على المدى الطويل، سواء على الأفراد أو على الشركات نفسها.