تناول تقرير صادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب ما وصفها ب”إجراءات ترميم متسارعة” لجيش النظام السوري، وأن قسماً من هذه الإجراءات “بات يضع الآن تهديداً إستراتيجياً محتملاً ويتعين على إسرائيل الاعتراف به”.
وأوصى التقرير في هذا السياق باستهداف أسلحة يتم تطويرها في سوريا في حال تجاوزها “خطوطاً حمراء”، ودمجها ضمن أهداف الغارات العدوانية الإسرائيلية في سوريا التي تطلق عليها إسرائيل تسمية “المعركة بين حربين”.
وجاء في التقرير أن “الجيش السوري لا يزال بعيداً عن وضع تهديد استراتيجي فوري أمام إسرائيل. والتحديات كثيرة أمام ترميمه الكامل. لكن قدرة سوريا على تطوير منظومات الدفاع الجوي، إلى جانب إنتاج السلاح الكيميائي وعودة محتملة لبرنامج نووي، تشير منذ الآن إلى تهديد يواجه إسرائيل وعليها الاستعداد لمواجهته في الوقت الراهن”.
ودعا التقرير جهاز الأمن الإسرائيلي إلى أن يرسم بالتعاون مع المستوى السياسي خطوطاً حمراء أمام إعادة ترميم الجيش السوري، أي تحديد كميات وأنواع الأسلحة التي لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لسوريا بامتلاكها.
واعتبر التقرير أن بإمكان خطة عمل جهاز الأمن أن تشمل استهداف معهد سيرس (CERS – لتطوير الأسلحة الكيماوية السورية) كمركز تعاظم قوة مركزي، بواسطة أدوات متنوعة لا تشمل هجمات جوية فقط، وإنما من خلال تحليل ومتابعة سلسلة التزويد واستهدافها؛ عبر دفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات على الأشخاص الضالعين عليها وعبر الضغوط الدبلوماسية.
وأضاف التقرير أنه بموازاة ذلك، بإمكان إسرائيل استخدام علاقاتها مع دول عربية واستغلال عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية من أجل دفع ترميم سوريا المدني، على حساب ترميم جيشها.
وفي السياق، عبر جنرال إسرائيلي بارز، عن تصاعد مخاوف دولة الاحتلال الإسرائيلي واستعداداتها لحرب متعددة الجبهات.
وأوضح رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال غيورا آيلند، في مقاله الافتتاحي لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أن “ثمة خطاً يربط بين رسالة وزير الأمن في آذار/ مارس، حين دعا لوقف الإصلاح القضائي بسبب الوضع الأمني، وبين زيارته المغطاة إعلاميا أمس على الحدود اللبنانية، علماً بأنه بعد 50 عاماً على حرب 1973 زاد تهديد الحرب“.
وذكر أن “السبب الأساس هو تغيير إيران وهذا يجد تعبيره في ثلاثة أمور: أولاً؛ إيران تشعر بخير أكثر؛ روسيا تحتاجها، الصين تغازلها، السعودية تنبطح والولايات المتحدة تخشى، ثانياً؛ إيران تنجح في أن تتزود وتزود فروعها بسلاح دقيق، حتى قبل نحو عقد، كان السلاح الدقيق يمثل تفوقاً إسرائيلياً حيال صواريخ ومقذوفات صاروخية “غبية” للعدو، أما اليوم، فتدفع طهران قدماً بنجاح إنتاج الصواريخ والمسيرات الهجومية أو تحويلها إلى دقيقة”.
ثالثاً “تؤمن إيران أنه إذا ما نجحت في توحيد الساحات وتفعيل حزب الله من لبنان، وميليشيات من سوريا والعراق واليمن، فإن هجوماً مباشراً من إيران، وأخيراً إثارة الفلسطينيين في المناطق بل والكثير من العرب في إسرائيل، كلهم بشكل منسق، فإن إسرائيل لن تتمكن من الصمود أمام هذا الوضع”.