وسط رفض المجتمع تصرفات عابري السيول ممن يجازفون بأرواحهم ومن معهم قبل أن يتحول استعراضهم الى مأساة، باشرت فرق الدفاع المدني والمرور تطبيق مخالفة «المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها». وطبقت الأجهزة المختصة مخالفة المجازفة عقب محاولة عبور سيل في محافظة الليث قبل أن يتعرض العابر للاحتجاز، وتمكنت فِرَق الدفاع المدني من إنقاذه وجرى تطبيق الأنظمة بحق قائد المركبة بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور
إن مآسي الغارقين في مجاري الأودية عادة سنوية تظهر في مواسم الأمطار، ويتعامل معها رجال الدفاع المدني بجسارة وحزم، ويطالبون الجميع بالحذر وعدم المجازفة. ولم تتوقف التحذيرات وحثُّ الجميع بتوخي الحيطة والحذر وتجنب الاقتراب من تجمعات السيول أثناء هطول الأمطار، خصوصاً في هذه الأيام الماطرة الكثيفة بالسيول المنقولة والمستنقعات المائية
وحذر الدفاع المدني، من التنزه حول مجاري السيول أو المستنقعات المائية أو السباحة فيها، لأنها أماكن غير مناسبة وتشكل خطورة كبيرة، ودعا الدفاع المدني إلى تفعيل دور الأسرة التوعوي في المحافظة على سلامة الأولاد وإبعادهم عن الأماكن الخطرة، والالتزام بالتعليمات المعلنة عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي حفاظاً على سلامتهم
تعاون لرصد المغامرين
هذه التحذيرات يضرب البعض بها عرض الحائط، الأمر الذي قد يشكل خطراً جسيماً على حياتهم. وتتصاعد المطالبات بفرض عقوبات رادعة على هذه الفئة لردعهم وللحفاظ على أرواحهم ومن معهم في مركباتهم. وتعمل إدارة المرور بالتنسيق مع المديرية العام للدفاع المدني، على رصد المخالفين بالمجازفة بعبور الأودية والشعاب أثناء جريانها، بمخالفتهم من إدارات المرور المختصة بالمخالفات، ورصد المواقع التي من المحتمل أن تقع فيها المخالفات المرورية من قبل سائقي المركبات، وتعنى إدارة المرور بالمخالفات المرورية، فيما يتلخص دور الدفاع المدني في التنسيق مع إدارة المرور لرصد المخالفين
حافظوا على سلامة أولادكم
عملت المديرية العامة للدفاع المدني، على التحذير مع كل تنبيه يصدر من المركز الوطني للأرصاد. وأطلقت حزمة من التنبيهات والإرشادات الواجب اتباعها خلال هطول الأمطار، منها عدم الخروج في الأيام الماطرة إلا للضرورة، وعدم نصب الخيام في بطون الأودية أو على ضفافها، وضرورة تفقد المنزل والتأكد من مقاومته للأمطار، ومتابعة وسائل الإعلام للحصول على المعلومات اللازمة والتقارير والإنذار من الجهات المعنية.كما نبهت إلى ضرورة مراقبة الطرق والجسور والأراضي المنخفضة إذا كنت في الطريق، وعدم محاولة المرور من تيار مائي سيراً على الأقدام إذا كان مستوى الماء فوق الركبة.. «إذا كنت تقود السيارة احذر السير في مكان لا تعرف عمق الماء فيه، وإذا تعطلت سيارتك اتركها فوراً واتجه إلى مكان عالٍ؛ لأن الماء المندفع بسرعة قد يجرف السيارة ومن فيها». وشددت المديرية على ضرورة أن يكون الشخص أكثر حذراً في الليل عندما يصعب التعرف على مواقع السيول، فالمطر الغزير ولو لفترة قصيرة قد تتبعه سيول في المناطق الجبلية والمرتفعات
العبور مخالفة جسيمة
أعلنت إدارة المرور، أنه سعياً إلى تعزيز السلامة أثناء جريان الأودية والشعاب، وافق مجلس الوزراء على إضافة فقرة إلى جدول المخالفات رقم (7) الملحق بنظام المرور بالنص الآتي: «المجازفة بعبور الأودية والشعاب أثناء جريانها»، وتبدأ المخالفة المرورية من خمسة آلاف ريال، وتصل إلى عشرة آلاف ريال
يعرّضون رجال الدفاع المدني للخطر
أكد الخبير الأمني اللواء متقاعد سالم المطرفي (مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة السابق)، أن مخالفة «المجازفة بعبور الأودية والشعاب أثناء جريانها»، تستهدف معاقبة المستهترين والمغامرين بأرواحهم وأرواح الآخرين عند السيول، متمنياً دراسة تطبيق مخالفة بحق المجازفين بأرواحهم في الحرائق والعواصف وأمواج البحار، ومن يتعمد الصعود إلى الأماكن الخطرة كالجبال الوعرة أو شديدة الانحدار. وأضاف المطرفي، أن ذلك يأتي للحد من حالات التهور في قطع مجاري السيول والأودية وفي الظروف المناخية القاسية، كون هذه التصرفات لا تعرض أصحابها فقط لخطر الموت، بل تعرض أيضاً حياة رجال الدفاع المدني للخطر. وطالب المطرفي، بسن عقوبات رادعة على المتهورين وكل من يقوم باستعراض ينتهي إلى ما لا تُحمد عقباه. وقال إنه في مواسم الأمطار نشاهد بعض المجازفين بأرواحهم يقدمون على اجتياز مياه السيول الجارية التي قد تكون في قمتها، أو مواقع مليئة بالطين فتشكل طبقة زلقة لا تتجاوب معها إطارات المركبة التي تتأثر بقوة المياه والسيول فتنجرف معها، ويفقد السائق السيطرة على المركبة نحو المصير المجهول
لا تقتلوا أنفسكم
المحامي والمستشار القانوني رامي الشريف، يرى أن ما يقدم عليه البعض من عابري مجاري السيول أثناء جريانها يعد نوعاً من الانتحار وقتل النفس في حال التعمد بعبور الأودية والسيول أثناء جريانها ما يعد عملاً محرماً وفعلاً يستوجب معاقبته. وتابع الشريف: إن الله عز وجل قال في كتابه (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، فحفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية ويجب عدم الإضرار بالنفس أو إزهاقها بأي وسيلة كانت