في سبيل الوصول إلى “الـ 100 مليون سائح” بحلول العام 2030 ، أعلنت السعودية أمس عن مجموع عدد التأشيرات السياحية بعد 10 أيام من انطلاقها بواقع 23 ألف سائح من دول مختلفة حول العالم .
وقالت الخارجية السعودية، أمس، 7 أكتوبر (تشرين الأول) أن الصينيون يتقدمون الجنسيات الأكثر طلبا على التأشيرات السياحية بواقع 7391 تأشيرة يليهم البريطانيون بـ6159 تأشيرة فيما يقع الأميركان ثالثا ب2132 تأشيرة .
اللافت في القائمة التي تضمنت 10 دول ،حسب وصف الخارجية السعودية أنها “ضمن الأكثر طلبا على السياحة في السعودية “هم السياح الكنديون الذين ما يبدو أنهم شغوفون بالسياحة في المملكة رغم التوترات التي طفت على السطح في أغسطس (آب) من العام الماضي، وحل الكنديون في المرتبة الرابعة بـ1612 تأشيرة .
وضمت القائمة أيضا كلا من دول، ماليزيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا الاتحادية، واستراليا، وكازاخستان.
الهدف 100 مليون سائح
السعودية التي بدأت تسعى لتحقيق رؤية 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان وهو الرجل الذي يصفه السعوديون ب” مجدد النهضة السعودية الحديثة والانفتاح على العالم ” يسعى في رؤيته إلى أن يصل عدد السياح إلى 100 مليون سائح، من أجل تنويع مصادر الدخل بعكس ما كانت تعتمد عليه البلاد سابقا حين كانت تعول كثيرا على ” النفط “.
ووفقا لاستراتيجية السياحة في السعودية، تهدف البلاد أيضا إلى الوصول لـ1.6 مليون وظيفة في القطاع السياحي، كما تهدف إلى أن تحل ضمن ال5 دول الأكثر استقبالا للسياح حول العالم بحلول العام 2030 .
لماذا 48 دولة ؟
وفي آخر الاحصاءات التي أعلنتها وسائل إعلام محلية بلغ عدد السياح القادمين للسعودية قبل “إطلاق التأشيرة السياحية ” في أغسطس (آب) الماضي 3.2 مليون سائح . يذكر أن البلاد لم تعرف من قبل سوى بالسياحة الدينية وهي الخاصة للمسلمين الذين يفدون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة بغرض الحج والعمرة.
وبعد إعلان السعودية لقائمة 48 دولة يسمح لمواطنيها بإصدار التأشيرات السياحية في 27 سبتمبر ( ايلول ) 2019، أثارت القائمة تساؤلات عدة حول ، ماذا عن بقية الدول؟
يجيب العميد خالد الصيخان مساعد مدير عام الجوازات في السعودية ” أن اختيار هذه الدول كان بموجب المقياس الرئيسي لعدد السياح من تلك الدول، نظرا إلى أن التأشيرة تعد تأشيرة سياحية فهي تستقطب فقط الدول التي لديها العدد الأكبر من السياحة على مستوى العالم” حسب حديثه لصحف عالمية.
وأكد الصيخان ” أن التأشيرة السياحية ستكون متاحة لجميع الدول ، وهذا ما سيحدث بعد المرحلة الأولى التي اطلقت في سبتمبر الماضي”.
أنظمة جديدة أهمها ” لا للالتزام بالحجاب”
وبدأ “البلد المحافظ “كما يعرف عنه، بتغيير بعض الأنظمة التي اشتهر بها سابقا ، كالالتزام بالحجاب، حيث أكدت هيئة السياحة في البلاد أنه أصبح ليس أمرا إجباريا كما كان من قبل، وأصبح بإمكان القادمين للسعودية “التحرر منه ” شريطة أن يكون اللباس محتشما، الأمر كذلك في الفنادق فبعكس ما كانت الإجراءات تتطلب وجود ” زوج أو مرافق” مع المرأة ، أكد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث أحمد الخطيب أن الأنظمة الجديدة لا تشترط وجود مرافق وأصبح بإمكان المرأة أن تستأجر بمفردها .
ليس السياح فحسب من رحبت بهم البلاد، بل المستثمرين أيضا في القطاع السياحي، من رجال أعمال وسيدات، فالفرص أمامهم شرعتها المملكة في مجال الاستثمار السياحي، بحسب ما دعا له الخطيب.
أكبر مهرجان في الشرق الأوسط
وتستعد العاصمة السعودية الرياض لأطلاق” أكبر مهرجان ترفيهي على مستوى الشرق الأوسط ” في 11 أكتوبر الجاري بأكثر من 3000 فعالية بهدف ” تحويل المملكة إلى أهم الوجهات السياحية في العالم ” حسب ما أعلنته الهيئة العامة للترفيه.
ويضم المهرجان الأضخم، حفلات غنائية عربية وأجنبية، ومسارح، ومدن للألعاب، وسينما مفتوحة في الهواء الطلق، بجانب استضافته لأشهر المطاعم حول العالم، وسيستمر ذلك على مدى 70 يوما .
مهرجان الشتاء على الأبواب
كما تستعد أيضا ، لاستضافة المهرجان الشتوي الأشهر ” مهرجان طنطورة ” وهو المستلهم من التقاليد العريقة والملهمة لمحافظة العلا شمال السعودية، التي تحتضن مواقع تاريخية سجلتها قائمة اليونسكو ضمن أشهر المواقع التراثية حول العالم ” كمدائن صالح “. كما تحتضن المدينة حضارات إنسانية وتاريخية لا تزال قائمة حتى اليوم، ومن المقرر أن يبدأ ” مهرجان طنطورة ” من الفترة 19 ديسمبر ( كانون أول ) 2019 حتى 7 مارس 2020 ، بمشاركة فنانين عالميين يقومون بتأدية أنماطا فنية مختلفة منهم ” انريكي إيغليسياس ” والفنان العالمي ريتشي .
طهاة سعوديون
وأعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن استعداداتها للموسم الشتوي الأشهر في البلاد وقالت: “تم إطلاق شراكة جديدة مع مدرسة ” فيراندي باريس” لتدشين برنامج تدريبي مصمم على مستوى عالمي لتعليم فنوني الطهي، يشارك فيه طهاة شباب سعوديون من محافظة العلا، للدراسة في العاصمة الفرنسية.” وقال عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، ” هذه المبادرة نقدمها لأهالي العلا لتوفير فرص عمل مبتكرة” .