قال المهتم بالشأن البيئي منصور بن صيفان، منذ إطلاق مبادرة السعودية الخضراء عام ٢٠٢١ وحتى العام ٢٠٢٣ نجحت السعودية في زراعة 43.9 مليون شجرة، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة في أنحاء المملكة.
وقال بن صيفان: يهدف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر لزراعة 10 مليارات شجرة، أو ما يعادل إعادة تأهيل 40 مليون هكتار خلال العقود القليلة المقبلة؛ وذلك للوصول إلى غطاء نباتي مزدهر ومستدام، يخفض معدلات الكربون ويحسن جودة الحياة، تحقيقًا لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.
المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر
ظهر دور المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بشكل ملفت للنظر ومبهر للعين، فمن عدة مقابلات لمهتمين بالشأن البيئي ومن واقع زيارة لثلاث مناطق برية تعد من أهم المناطق البرية والتي كانت في السابق مهددة بالتدهور في جانب الغطاء النباتي فقد أبهرتني النتائج ومدى تأثر هذه المناطق بالحماية والرعاية والأهتمام، فقد ظهرت النتائج المبهرة والمفرحة والمرجوة في رؤية السعودية الخضراء نموًا وكثافة أسرع من المتوقع، ففي منطقة جازان مثلاً ظهرت كثافة الغابات ونمو الغطاء النباتي بشكل رائع وملفت للنظر، مما نال إعجاب الزوار والمواطنين وإشاداتهم بالنمو والتحول السريع والظاهر للنباتات البرية والأشجار، كما يظهر في الصور المرفقة لبعض المواقع المحمية بجازان (وادي بش ووادي شهدان والفطيحة ووادي رزان ومنتزه أم العيد ووادي وساع ووادي جلبه وغابة نخلان).
وفي منطقة المدينة المنورة والتي تحوي أكبر محمية برية في المملكة (محمية الملك عبدالعزيز) وتمتاز بأنها ذات مناطق متنوعة التضاريس والجمال فقد ظهرت عليها بشكل ملفت للنظر أشكال الحياة البرية والنمو النباتي والخضرة الخلابة وبجرار الأنهار الجارية الجميلة ومن المواقع التي أبهرت محبي الطبيعة بالمدينة المنورة وادي الفرع – المهد – وادي النقيع (إبل الصدقة) – حازم – السويرقية – وادي السايلة – الجريسية – جبال الجميما – العمق -امعرد – أم شكاعا- محمية الملك عبدالعزيز وقد وثقت الصور المرفقة هذا الجمال والخضرة الجذابة.
وأما في الشمال السعودي الخلاب فحفر الباطن يسلب جمال مراعية الأفئدة، ويعد وجهة ومحج المتنزهين في الشتاء والربيع لاتساع رقعته المفتوحة وتنوع نباتاته البرية، وكما عودنا المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر فقد أبدع مراقبو المراعي والغابات في عملهم الدؤوب وحمايتهم الدائمة للغطاء النباتي والصور تتكلم بجمالها .
وأما صحراؤنا الكبرى الربع الغالي (الخالي) والذي امتدت إليه اليد الحنونة للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، كما امتدت لجميع أراضينا البرية بالخير لتعمه بحنانها وتشمله بعطائها وتحمي وتنمي أشجاره ونباتاته البرية الجميلة التي ما زال الآباء والأجداد يتغنون بها وبجمالها، ومن أهم المناطق التي ظهر فيها الإزدهار الشجري ونمو الغطاء النباتي محمية غظاء أبوالفرايس بعمق صحراء الربع الخالية، والذي بان وظهر نمو وحياة شجرة الغطاء البرية ذات المنظر الجميل والرائحة الزكية، وخاصة بعد الله ثم جهد وعناية المركز الوطني بها وبسالة وإصرار المراقبين البيئيين بالربع الخالي في حمايتها والاهتمام بها، ثم إن الجمال لم يتوقف على أشجار الغطاء بل استمر ليشمل الشجيرات والنباتات البرية التي ظهرت لبساط أخضر يعجب النظار ويسلب الأفئدة، والصور المرفقة تحكي الواقع.
الجدير بالذكر أن المركز الوطني لحماية الغطاء النباتي لم يغب عن محبوبته (البيئة) في جميع الحالات وتحت أي ظرف، فقد كان حاضرًا في جميع مراحل سباقات رالي دكار، وكان حضوره بالتوعية للمشاركين والجماهير والضيوف المتواجدين في المناطق البرية التي يمر بها المتسابقون. وبالإشراف على سلامة الأشجار ورعايتها ومعالجة أي ضرر حل بها فورًا وحماية البيئة من التلوث والمخلفات، فالحمد لله أن سخر لنا قيادة حكيمة ومركزًا متابعًا ومحيطًا بالتحديات وقادرًا بعد الله على تخطيها وصنع الممكنات للوصول لرؤيتنا الخلابة (السعودية الخضراء)، والتي ظهرت نتائجها بشكل جلي لكل متابع وزائر لأراضي الغطاء النباتي والغابات البرية.