لم يكن إنشاء مشروع مدينة القدية الترفيهية الذي اعتمده الأمير محمد بن سلمان ولي العهد المخطط الحضري الخاص بها آخر العام المنصرم، مجرد استثمار للأراضي البيضاء بمشروعات اقتصادية نوعية، بل الفكرة أبعد من ذلك بكثير، إذ تُوجت “القدية” “بمفهوم ابتكاري” مزج الترفيه بالرياضة لتصنع فلسفة “اللعب”، بناء على دراسات وأبحاث مستفيضة، ما منحها قيمة جمالية تؤهلها أن تصبح معلماً حضارياً لافتاً يعزز حكايا قوتها الناعمة.
يقع مشروع المدينة الترفيهية التي يحب الكثيرون تسميتها بـ “سفيرة العالم الشغوف بممارسة اللعب” غرب العاصمة السعودية الرياض بمسافة تبعد 40 دقيقة عن وسط المدينة، فيما ترفد اقتصاد البلاد بـ 135 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، وفقاً لمعطيات المشروع الذي يمتد على نحو أكثر من 360 كيلو متراً مربعاً ما يعني أن مساحته مضاعفة بواقع 3 مرات مقارنة بديزني لاند الأميركية.
نقاط جذب لافتة
تضم “القدية” مجموعة متنزهات ترفيهية تشكّل أكبر مجموعة جذب سياحية وسط مناظر طبيعية خلابة، إذ تتضمن 25 منطقة ترفيهية لجميع الأعمار، بجانب 27 منطقة جذب رئيسية وأكثر من 200 لعبة ومرفق ترفيهي، و12 منتزها ترفيهيا متخصص.
فضلاً عن أكاديميات التدريب، والمضامير الصحراوية والإسفلتية المخصصة لعشاق رياضات السيارات، والأنشطة الترفيهية المائية، وأنشطة المغامرات في الهواء الطلق، وتجارب السفاري والاستمتاع بالطبيعة، بجانب استاد الأمير محمد بن سلمان الذي أُعلن أخيراً عنه بتصميم مستقبلي ابتكاري.
أسرع أفعوانيه
إضافة إلى مدن الملاهي مثل مدينة SIX FLAGS، إذ تعد الوجهة الأولى من نوعها في المنطقة، إذ تضم 6 مناطق تشتمل على 28 لعبة ونقطة جذب من ضمنها أطول وأعلى وأسرع أفعوانية في العالم “فالكون فلايت”، إذ تميّز القدية عن غيرها، فضلاً عن منطقة الألعاب والرياضات الإلكترونية ذات الخيارات اللافتة في تعزيز جودة الحياة.
ألعب أكثر
وحسب معايير الدراسات التي تبلورت على إثرها ملامح المشروع الترفيهي فإن “بناء المدن يعني بناء الحياة”، تشير أبحاث القدية إلى أن 77% من الذين شملتهم الدراسة يعتقدون أنهم يصبحون أكثر سعادة إذا لعبوا أكثر، في حين أجمع 90% من البالغين على أهمية اللعب للكبار بقدر الأهمية ذاتها للصغار، إذ يساعد في عمليات التعلم والنمو والتطور.
معدلات نجاح
في سياق متصل، يعتقد 65% من الذين شملتهم الدراسة أنهم يحققون معدلات نجاح أكبر في أعمالهم بمجرد “اللعب”، فيما يرى 69% من المشاركين أنهم يصبحون أكثر وداً وتعاوناً مع أصدقائهم وعائلاتهم في حال أنهم “لعبوا أكثر”.
اللعب يحييك
ويعتقد 73% من الأشخاص أنهم أكثر إبداعاً وابتكاراً في حال ممارسة اللعب بكثافة، وفقاً للدراسات التي أجرتها ” القدية”، وبالتالي فإن هذه المعطيات تفسّر لنا المفهوم اللافت الذي اختاره القائمون على المشروع شعاراً: اللعب يحييك.
ولأن “اللعب يحييك”، خصصت “القدية” ضمن مشروعها منطقة الألعاب والرياضات الإلكترونية إذ تعد أول منطقة متعددة الاستخدام في العالم، تحتوي 5300 مقعد ما يجعلها واحدة من أكبر 3 مواقع للرياضات الإلكترونية في العالم، فيما ستحقق هذه المنطقة نحو 10 مليون زيارة.
تتمتع منطقة الألعاب والرياضات الإلكترونية بقدرة استيعابية قصوى لبطولات الرياضات الإلكترونية بجميع الملاعب تصل لـ 73 ألفا، فيما يتخذ 25 نادياً للرياضات الإلكترونية مقرات دائمة في تلك المنطقة، فضلاً عن 30 مقراً رئيساً لأهم شركات تطوير ألعاب الفيديو.
فلسفة اللعب
بهذا كله، تعزز “القدية” أهمية المفهوم الجوهري لفلسفة “اللعب” الذي تتبناه عبر شعارها ” اللعب يحييك”، في إطار إيمانها بتأثيره في تطوير الإدراك البشري، والمهارات الشخصية، والعلاقات الاجتماعية، بجانب قدرته على منح الأفراد الحياة المتكاملة، المتوازنة، والشاهد في حكاية اللعب ما يقوله جورج برنارد شو، المسرحي والكاتب الإيرلندي الشهير” لا نتوقف عن اللعب لأننا نكبر، بل نكبر لأننا نتوقف عن اللعب.. وهو ما يدلل على الحاجة البشرية للعب بصفته وسيلة للنمو والازدهار، وخلق ذهنية مبدعة لدى الأفراد.
ويقول: مفهوم “فلسفة اللعب”، تتبناه القدية نتيجة دراسات أجريت على مدار السنوات الماضية خلصت إلى أن “اللعب” عنصراً حيوياً، للتنمية والقدرة المعرفية، والبدنية، وبالتالي تعززت الرغبة لدينا في دمج مفهوم اللعب في تجربة كل زائر وساكن بمجرد اكتمال مشروع القدية الذي نستهدف خلاله جذب 48 مليون زائر، وخلق نحو 325 ألف فرصة عمل للمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بـ 135 مليار ريال.. وهذا ما يجعلنا عنصراً أساسيا في رؤية 2030.
تعد مدينة القدية إحدى المبادرات الاستثمارية التي تدعم بفعالية لافتة تحقيق رؤية 2030، في مجال التنوع الاقتصادي، عبر إيجاد آلاف الوظائف بمختلف القطاعات والمستويات، في المقابل شهدت المدينة تطوراً في مخططها الرئيس لتنتقل من كونها مدينة ترفيهية إلى مدينة ووجهة متكاملة تحتضن أكثر من 600 ألف مقيم، وتجذب 48 مليون زيارة سنوياً.