تقرر تمديد إقامة المعتمرين الفلسطينيين العالقين في المملكة العربية السعودية لمدة ستة أشهر، بهدف تسهيل وتيسير إجراءاتهم في ظل الظروف الراهنة، هذه الخطوة تأتي في إطار الاهتمام البالغ والرعاية التي توليها المملكة لضيوفها وزوارها.
تمديد إقامة المعتمرين من الجنسية الفلسطينيين العالقين
قدَّمت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية شكرها وتقديرها للقرار السامي الذي اتخذته المملكة العربية السعودية، بمنح إقامة لمدة 6 أشهر للمعتمرين الفلسطينيين العالقين من المحافظات الجنوبية.
وجهت وزارة الخارجية الفلسطينية، من خلال بيان صحفي، الشكر والامتنان والتقدير إلى القيادة السعودية والشعب السعودي على “المكرمة الملكية بمنح الفلسطينيين المعتمرين من المحافظات الجنوبية العالقين بسبب ظروف عدوان الاحتلال على شعبنا في قطاع غزة إقامة لمدة 6 أشهر، إلى حين عودتهم إلى أرض الوطن”.
أشار بيان وزارة الخارجية الفلسطينية إلى ما يتم تداوله في بعض شبكات التواصل الاجتماعي حول وقف التحويلات المالية من السعودية إلى فلسطين، ونوّه أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني، إلى “عدم صحة ما يتم تداوله”، داعيًا إلى توخي الدقة والحصول على الأخبار من مصادرها الرسمية. كما أكد على “المواقف الأخوية الثابتة للمملكة والداعمة لقضايا شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة”.
400 شخص من عائلات وأفراد
أكد السفير الفلسطيني لدى السعودية، باسم الآغا، في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن المعتمرين الفلسطينيين العالقين يبلغ عددهم قرابة الـ400 من عوائل وأفراد، وكانوا بين أهلهم في السعودية عندما بدأ العدوان على قطاع غزة، ونتيجة لتقطع السبل في العودة إلى بلادهم بسبب الأحداث.
ونظرًا لأن تأشيرة العمرة تصل مدتها إلى شهر واحد فقط، قامت السفارة الفلسطينية بالتواصل مع الجهات المختصة في السعودية بخصوص المعتمرين العالقين، وباعتبار الاستجابة الإيجابية التي تشتهر بها المملكة العربية السعودية تجاه فلسطين وأهلها.
فقد رحبت المملكة بالمعتمرين العالقين وقامت بتمديد إقامتهم لمدة 6 أشهر دون وجود أي التزامات على الطرفين، سواء كانت على المعتمرين أنفسهم أو على الشركات الناقلة أو الضامنة.
التاريخ يكرّر نفسه بعد اليمن 2015
أضاف السفير الآغا أن هذه المكرمة الملكية ساهمت في تخفيف الحمل النفسي والمالي على الفلسطينيين العالقين؛ حيث إن عودتهم أو اضطرارهم إلى استخراج تأشيرة أخرى سيعني تكبد عناء إضافي، وقد تكرر هذا الأمر عندما استضافت السعودية الفلسطينيين العالقين في اليمن في عام 2015، وأشار إلى أن هذا السلوك ليس غريبًا على المملكة العربية السعودية التي تظل قلعة للفلسطينيين والعرب والمسلمين.
الدولة الفلسطينية وضعت حدّاً للادّعاءات ضد السعودية
من جانبها، لم تصدر المملكة العربية السعودية تعليقًا رسميًا بشأن هذه القضية. ولفت السفير الفلسطيني لدى السعودية، خلال تصريح خاص لصحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أن الأنباء التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا حول وقف السعودية لتحويلات الفلسطينيين المالية إلى فلسطين “غير صحيحة”.
وأكد أن السعودية أكدت لهم أنها لن تعلق على تلك الإشاعات، وأشار إلى أهمية أن يضع الجانب الفلسطيني حدًا لهذه الادعاءات غير الصحيحة والمتكررة، مشيرًا إلى أن الموقف السعودي كان داعمًا وسندًا للفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
في حوار مع “الشرق الأوسط” في 15 فبراير الجاري، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواقف السعودية من القضية الفلسطينية بأنها “مواقف تاريخية ومشرّفة وأصيلة وثابتة”، كما أشاد ببيان وزارة الخارجية السعودية الصادر في 7 فبراير، الذي أكد على أسبقية الاعتراف بالدولة الفلسطينية على أي سلام شامل وتطبيع، خاصة في الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة والعالم.