هذه المدينة العائمة عبارة عن موطن حصري للنخبة الـ 1%، وملعب لأصحاب الملايين والمليارات الذين يبحرون حول محيطات العالم. مرحبًا بكم في “ذا وورلد” (The World)، وهي سفينة سكنية خاصة وحصرية تضم 165 شقة فاخرة.
هذه السفينة محاطة بالسرية، ولا يتمكن إلا المدعوين من شراء شقة على متنها، إذ يجب أن يُرشحك أحد المقيمين، وأن تحصل على تأييد شخصٍ ثانٍ، كما قيل إنّه من الملزم أن تبلغ القيمة الصافية للمرء 10 ملايين دولار.
وإذا كنت تتخيل حفلات مليئة بالإثارة والشمبانيا، فقد لا يكون هذا الافتراض بعيدًا عن الواقع، بحسب رواية أحد الركاب السابقين.
وقال المقيم السابق على متن السفينة، بيتر أنتونوتشي، لـCNN: “هناك الكثير من الأثرياء الذين يقومون بأشياء مرحة، وشقية، وفاضحة أحيانًا”.
وأنتونوتشي هو محامٍ متقاعد قضى 6 سنوات كمقيم بسفينة “ذا وورلد”، ولكنه باع أملاكه فيها بعام 2019.
وعند سؤاله عن السبب، قال: “بمجرد الطواف حول العالم عدة مرات، تكون قد رأيت ما أردت رؤيته حول العالم، وتُصبح على استعداد للقيام بشيءٍ جديد”.
وعند العودة إلى اليابسة، بدأ أنتونوتشي في تصفح اليوميات التي احتفظ بها خلال الأعوام التي قضاها على متن السفينة، وقرر أنّ أجواء السفينة مثالية لإلهام المخيلة.
ومنذ ذلك الحين، كتب أنتونوتشي 3 روايات تدور أحداثها على متن سفينة خيالية، ويَعِد أحدث كتاب له بعنوان “تيارات الخيانة” (Tides of Betrayal)، بحبكةٍ مليئة بـ”أسرار، وخطايا، وفضائح” في أعماق البحار.
دعوة حصرية
وسمع أنتونوتشي وزوجته عن “ذا وورلد” عبر مقال في صحيفة “وول ستريت جورنال” بعام 2012 تقريبًا.
وانطلقت السفينة المكونة من 12 طابقًا في عام 2002، ويمتد طولها إلى مئتي متر تقريبًا.
وعند سماعه عن المدينة العائمة لأول مرة، كان أنتونوتشي يبلغ من العمر 52 عامًا، ويتمتع بامتيازات التقاعد المبكر. ولقد كان مفتونًا بالمفهوم، وكانت زوجته متحمسة لمعرفة المزيد أيضًا.
ويمكن للمهتمين حجز رحلة تجريبية على متن السفينة بصفتهم “مقيمين محتملين”.
ولم يمض وقت طويل حتى صعد أنتونوتشي وزوجته على متن السفينة في بليز لخوض أول رحلة لهما.
وبعد الرحلة الناجحة، وقّع أنتونوتشي وزوجته عقدًا لشراء شقة على متن “ذا وورلد”.
صفقة شراء قيمتها الملايين من الدولارات
ولا يستطيع أنتونوتشي تذكر الأرقام المحددة، ولكنه يعتقد أنّه اشترى شقته الأولى على متن السفينة مقابل 1.6 مليون دولار تقريبًا.
وعلى عكس السفن السياحية العادية، يستطيع السكان تجديد الشقة وتصمميها وفقًا لذوقهم الشخصي.
وامتلك أنتونوتشي 4 شقق منفصلة خلال الأعوام الخمسة التي قضاها على متن السفينة.
من يختار مسار الرحلة؟
وأفاد أنتونوتشي أنّه يتم التخطيط لمسار الرحلة العالمية قبل عامين إلى ثلاثة أعوام من الانطلاق.
وتُعتبر عملية التخطيط “معقدة للغاية”، بحسب ما ذكره، مشيرًا إلى وجود لجنة خاصة لمسار الرحلة تتكوّن من المقيمين.
وقال أنتونوتشي إنّ مدير مسار رحلة السفينة “يدرس أشياء مثل أسعار الوقود، وتغييرات الطاقم، وأماكن وجود أكبر المطارات، والأماكن التي يسهل الوصول إليها بشكلٍ أكبر، ومتطلبات الحصول على التأشيرة، ورسوم الرسو”، كما يشارك قباطنة السفينة بالعملية.
وباستخدام هذه المعلومات، يتم اقتراح 3 مسارات محتملة للمقيمين الذين يصوتون بعد ذلك للخطة المفضلة لديهم.
“فضائح وأسرار”
بالنسبة للعديد من المقيمين، تمثل الحياة الاجتماعية على متن سفينة “ذا وورلد” جزءًا كبيرًا من جاذبيتها.
وفي حين يُرحَّب بالأطفال على متن السفينة، إلا أنّ العديد من المرافق الموجودة على متنها تلبي احتياجات البالغين.
وأوضح أنتونوتشي أن “هناك الكثير من الشرب، والكثير من الحفلات. هذا ما يجعل الأمر ممتعًا”.
وشملت النتائج الثانوية للمشهد الاجتماعي المزدهر على متن السفينة وجود “علاقات غرامية في كل مكان”، وفقًا له، إذ أوضح: “هناك الكثير من الشرب، الأمر الذي قد يؤدي إلى فضائح وأسرار”.
تجربة العمر
عندما سمع قاطنو السفينة عن نيته لكتابة روايات تتمحور حول سفينة سكنية وهمية لأول مرة، أشار أنتونوتشي إلى أن البعض عبر عن خوفه من كونه على وشك إفشاء أسرار الجميع.
ولكن أكّد أنتونوتشي أنّ رواياته خيالية ولا تتضمن أشخاصًا حقيقيين.
وفي بيان مقدم إلى CNN، نوّه ممثل من سفينة “ذا وورلد” أنّ أنتونوتشي “أكّد لنا كتابيًا أنّ أعماله لا علاقة لها بسفينة ذا وورلد أو سكانها، وأنّ منشوراته عبارة عن أعمال فنية عن سفينة خيالية”.
ويشعر أنتونوتشي بامتنان أبدي لقضائه بعض الوقت على متن السفينة، إذ شكّلت التجربة حياته ونظرته إلى العالم الواقعي.