في خطوة تحذيرية، قررت منظمة الصحة العالمية عقد اجتماع طارئ بسبب تزايد عدد حالات الإصابة بجدري القردة بين البشر خارج القارة الأفريقية. هذا القرار يأتي على خلفية انتشار المرض في عدة دول حول العالم، مما يدفع المنظمة إلى التحرك سريعًا لاحتواء الوضع والحد من انتشاره.
تفشي جدري القردة خارج أفريقيا
لطالما كان جدري القردة مرضًا نادرًا وشائعًا في المناطق النائية في وسط وغرب أفريقيا. ولكن في الأسابيع الأخيرة، شهدت العديد من الدول ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الإصابات، خاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية. هذا التطور المقلق دفع منظمة الصحة العالمية إلى التفاعل بشكل عاجل.
قرار منظمة الصحة العالمية بتشكيل لجنة طوارئ
في تصريح صحفي، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “ونظرًا لانتشار جدري القردة خارج جمهورية الكونغو الديمقراطية، واحتمال انتشاره داخل إفريقيا وخارجها، قررت المنظمة تشكيل لجنة طوارئ لتقديم المشورة بشأن ما إذا كان تفشي المرض يشكل حالة طوارئ صحية عامة، وذلك أمر ذو أهمية دولية”. وأضاف أن اللجنة ستجتمع في أقرب وقت ممكن.
أعراض جدري القردة وخطورة انتشاره
جدري القردة هو مرض معد نادر، وتتمثل أعراضه الرئيسية في الغثيان والحمى والطفح الجلدي والحكة وآلام العضلات. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض عادة ما تكون معتدلة، إلا أن انتشار المرض على نطاق واسع قد يكون له عواقب خطيرة، خاصة على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
التحذيرات من احتمالية انتشار المرض على نطاق واسع
يثير تفشي جدري القردة خارج القارة الأفريقية مخاوف كبيرة بشأن احتمالية انتشاره على نطاق عالمي. فقد تم الإبلاغ عن حالات في العديد من البلدان الأوروبية وأمريكا الشمالية، مما يدل على قدرة هذا الفيروس على التنقل عبر الحدود بسرعة. ويحذر الخبراء من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تحول المرض إلى وباء عالمي إذا لم يتم السيطرة عليه بسرعة.
إجراءات الوقاية والتصدي للمرض
في ظل هذا السيناريو المقلق، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ إجراءات فورية للوقاية من انتشار المرض وإدارة الحالات المؤكدة. وتشمل هذه الإجراءات زيادة الرصد الوبائي، وتعزيز قدرات الاختبار والتتبع، والتنسيق الدولي لضمان الاستجابة الفعالة. كما تؤكد المنظمة على أهمية رفع مستوى الوعي بين الجمهور للحد من انتقال العدوى.
في الختام، يُعد قرار منظمة الصحة العالمية بعقد اجتماع طارئ حول جدري القردة خطوة مهمة لمواجهة هذا التهديد الصحي المتنامي. ويتطلب الأمر جهودًا دولية مكثفة للسيطرة على انتشار المرض والحفاظ على سلامة الجميع.”
