تعتبر المملكة العربية السعودية من أبرز الدول العربية المؤثرة في العالم بشكل عام، وهي العمود الفقري للجزيرة العربية، لذلك من الطبيعي ان تحاك ضدها المؤامرات والدسائس من قبل بعض الدول والجهات المعادية، كما انه من الطبيعي ان يتعرض بعض مسؤوليها لمحاولات اغتيال، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على نجاحهم، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أشهر محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مسؤولين سعوديين في الخارج.
أشهر محاولات الاغتيال التي تعرض لها مسؤولين سعوديين
سنتحدث عن أشهر محاولات الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها المسؤولون السعوديون في الخارج .. فمن الملك عبد الله رحمه الله إلى الأمير سعود الفيصل تغمده الله برحمته وصولا إلى الوزير عادل الجبير أطال الله في عمره.
محاولة اغتيال الملك عبد الله
لم يسجل التاريخ العربي المعاصر ان بلداً عربيا وبتوجيهات مباشرة من رأس السلطة فيه باشر الترتيب والاعداد والدعم لاغتيال ملك أو رئيس عربي آخر او وزير خارجية عربي
ولكن من المؤسف ان هذا حدث وأثبتته تحقيقات جنائية، واعترفات لأشخاص ضالعين في الأمر وتوثقت من صحته دول محايدة جرت على أراضيها اجزاء من الترتيبات التي اعد لها للاضرار بزعيم عربي وتخريب بلاده. الكل سيدرك ان حديثي عن اشهر محاولة اغتيال خطط لها نظام الرئيس الليبي السابق العقيد القذافي ومولها وسعى لتحضير العناصر المناط بها التنفيذ، الهدف الاول في الخطة، هو اطلاق صاروخ على السيارة التي تقل المغفور له باذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد، بهدف تصفيته.
السعودية لديها النفوذ، والمقدسات والثروة، والاحترام الدولي، فالصراع على الدور القيادي كان احد هواجس السياسة العربية لعقود طويلة، والغريب اليوم ان المفاتيح الرئيسة للتأثير في الشأن العربي تتركز في أيدي صناع السياسة في منطقة الخليج، وهم من عرف عنهم انصرافهم القوي لخدمة شعوبهم وتنميتها بعيداً عن هوس التسلط العربي العام.
وتبرز للمراقب جذوة الصراع الذي تبنته القيادة الليبية ضد المملكة وقيادتها منذ احداث المشادة الشهيرة في القمة العربية في شرم الشيخ في العام 2003م حيث بدا القذافي كعادته المستفزة، والخالية من اي دبلوماسية ولياقة بالحديث عن القوات الاجنبية في المنطقة العربية، وأشار إلى مكالمة جرت بينه وبين الملك فهد رحمه الله في العام 1990 م إبان غزو الكويت الغاشم، وحاول المزايدة، وتمرير بعض المغالطات فيها، ولكنه جُوبه بالرد السريع من ولي العهد السعودي حينها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي تناقلته وسائل الاعلام وكان ابرز حدث تلك الفترة قبل الغزو الامريكي للعراق، الملك عبدالله قال للقذافي كلاما مشهوراً نصه:أنت من جاء بِكَ، إلى الحكم؟لا تتكلم في اشياء ليس لك فيها حظ، ولا نصيب.الكَذِبُ، إِمامكْ، والقبرُ، أمَامك.
انفضت تلك القمة، وبقيت كلمات الملك عبدالله وقودا يغذي كل معطيات الحنق، والحسد والغيرة لدى الطرف الاخر، حتى كشفت التحقيقات ان موسى كوسا رئيس جهاز المخابرات الليبي في فترة النظام السابق التقى وحرض رجلا يدعى عبدالرحمن العمودي في لندن وزوده بمبالغ مالية طائلة بالعملة الامريكية ليرتب عبر من يوصفون بمنشقين سعوديين في لندن تصفية الملك عبدالله، وتنقل التحقيقات وبعض الشهادات ان احد المنشقين، وبعد ان تسلم المبالغ المالية من اجهزة التخابر الليبية قال: المهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، في اشارة الى طلب مزيد من المال.
الرقم الاكثر فضائحية في الخطة هو ضابط المخابرات العقيد الليبي محمد اسماعيل الذي قبضت عليه سلطات الامن السعودية وهو في مكة يخطط للاتصال بمن سماهم أطراف التنفيذ في الداخل، الرجل هرب للقاهرة، وأعيد الى السلطات السعودية، واعترف بكل التفاصيل والأسماء، وحصل على عفو ملكي كريم وانتقل للعيش في بلد خليجي خوفا من استهدافه من اجهزة امن بلاده، باختصار التحريض والتخطيط لعملية الاغتيال بدأ بعد المشادة.
عبدالرحمن شلقم وفي افادته عن تلك المرحلة، وعبر مجموعة مصادر وشهادات تطرق للموضوع بما يكشف عدة امور تشير كلها إلى لوثة في ذهن الرجل ضد المملكة وقيادتها. يقول في احدى رواياته حول الموضوع انه التقى في العام 2008 في القاهرة بوزير الخارجية السعودي المرحوم الامير سعود الفيصل واطلعه الامير على امور تدين الموقف الليبي وأجهزته الاستخبارية، وطلب اليه النظر في هذا الموضوع ومحاولة تجاوزه، ولما علم القذافي باللقاء اتصل بشلقم، ولم يكن سعيدا بما حدث، وان كان يود الوصول الى حل لهذه المعضلة حينها، المهم ان القذافي طلب من شلقم عبر احد معاونيه محاولة استمالة الامير سعود الفيصل للانقلاب على الملك عبدالله.
محاولة اغتيال سعود الفيصل
وفي محاولة اغتيال أخرى أحببطها حراس الأمن وقام بها شابان ليبيان للاعتداء على وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عام 2003 في الفندق الذي كان ينزل به في القاهرة حيث يحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب.
الشابين حاولا توجيه لكمات إلى الوزير السعودي لكن الحراس السعوديين منعوهما من ذلك في حين ألقت الشرطة المصرية القبض على الشابين بسرعة، الشابين وجها أيضا شتائم إلى الوزير واصفين السعودية بأنها عميل للولايات المتحدة.
وبعد القبض عليهما تدخل الأمير سعود الفيصل وطلب العفو عن الشابين لأنه لا يريد أن تؤزم هذه الحادثة العلاقات العربية العربية، ولاقى هذا التصرف من الأمير السعودي استحسان العديد من الأطراف العربية.
محاولة اغتيال السفير السعودي في القاهرة
وفي محاولة أخرى تعرض السفير السعودي السابق في القاهرة أحمد عبد العزيز قطان تعرّض لعمليَّة اغتيال عن طريق محاولة تسميمه في العاصمة المصرية. وقد نقل إلى المستشفى على الفور، وتمكّن الأطبّاء من إنقاذ حياته وإخراج آثار التسمّم من جسده، وتم اتّهام إيران بتدبير عمليّة الاغتيال الجبانة والفاشلة
محاولة اغتيال عادل الجبير
تعددت محاولات اغتيال المسؤولين السعوديين حيث شهد عام 2011 محاولة لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير (وزير الدولة للشؤون الخارجية)، وذلك بتخطيط من قبل المقبور القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في قصف صاروخي أمريكي استهدف موكبًا لميليشيا مدعومة من إيران في مطار بغداد منذ سنوات.
بدأ وضع المخطط الإجرامي في شهر مايو 2011 بمناقشات سرية في المكسيك مع عميل أمريكي من أصول إيرانية يعمل لصالح فيلق القدس الإيراني، وتم عقد عدة اجتماعات سرية لشن هجمات إرهابية على السفارة السعودية في الأرجنتين، وإنشاء طرق لتهريب المخدرات من المكسيك إلى الشرق الأوسط.
وكان من ضمن الخطط التي تم وضعها اغتيال السفير السعودي عادل الجبير في أحد المطاعم بواشنطن أثناء تناوله الطعام؛ وذلك على أن يتم تنفيذ العملية يوم 5 أكتوبر 2011، وقام جهاز (F.B.I) الأمريكي بوضع خطة ومتابعة تحركات العميل الإيراني لكشف المزيد من التفاصيل والمعلومات عن المخطط، وتم اعتقاله قبل موعد تنفيذ عملية الجبير بسبعة أيام وإخضاعه للتحقيقات؛ حيث اعترف بكامل المخطط الإيراني والأسماء التي تقف وراءه.