كان الجميع يتحدثون عن قصة حب “أميرة” وابن عمها “عماد”، وينتظرون اليوم الذي سيأتي ويجتمع فيه الحبيبان في غرفة واحدة وتتوج قصة حبهم بالزواج، ولكن عندما حان اليوم الموعود والتقى العاشقان بعد حفل زفاف صاخب، حدث ما لم يكن بالحسبان وتبددت أحلامهما بسبب “الحسد”، وسط صدمة وحزن الجميع!! هذا ما حدث في إحدى مناطق السعودية.. فماهي تفاصيل القصة المؤلمة؟
قصة حب عماد وأميرة
عماد وأميرة، أولاد عم، من إحدى المناطق جنوب السعودية، جمعتهم الطفولة، والصفوف الأولى من الدراسة، حتى بلغ عمرهما 15 سنة، افترقت أجسادهم ولم يعد يسمح لهم الأهل بالجلوس مع بعض والذهاب إلى المدرسة سوياً، لكن قلوبهم لم تبتعد عن بعض، فقد كان الحب والشوق يتغلغل فيها يوماً بعد آخر.
كان جميع الأهل يلاحظون علامات ونظرات الحب المتبادلة بين الإثنين، وكان القليل فقط من الأهل يعلمون أن العاشقان يتواصلون عبر الهاتف الجوال ولا يستطيع أن ينام أحدهم حتى يسمع صوت الآخر.
التحق عماد بالجامعة، وفي نهاية السنة الجامعية الأولى قرر والده أن يخطب له الفتاة التي يحبها، وتقدم لطلب يد ابن عمته “أميرة” بشكل رسمي، وأصبح بعد ذلك حلمهم أقرب للتحقق وارواحهم اقرب للاندماج والتوحد.
زفاف عماد وأميرة
بعد مرور 8 أشهر من خطوبة عماد وأميرة ازدادت لهفتهم وشوقهم للقاء، فأقنع عماد والده بالزواج، وبالفعل بدأت مراسيم الزواج بشكل رسمي.
كان حفل زفاف عماد وأميرة صاخب ومليء بالفرح والسعادة والزغاريد، وكان الجميع فرحون لتكلل قصة الحب الأسطورية بالزواج.
انتهت مراسيم حفل الزفاف، وانتقل العروسان إلى شقة الأحلام التي لطالما تحدثا عنها خلال السنوات الماضية، غادر جميع الأهل والأصدقاء، وبقي عماد مع عروسته في شقتهم الجديدة والفرح لا تفارق وجوههم.
ما حدث بعد 30 دقيقة من حفل الزفاف صدم الجميع!
لم يمضي سوء أقل من نصف ساعة على دخول عماد وأميرة شقتهم الجديدة، حتى حدث شيء مفاجئ وغريب، سقط عماد عند باب غرفة النوم وفقد الوعي قبل أن يدخل غرفة الأحلام مع عروسته ومعشوقته، صرخت أميرة واتصلت بوالدها الذي كان يسكن في نفس الحي، حضر والدها على الفور وتم نقل عماد إلى المستشفى وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل كانت النتيجة أنه سليم ولا يعاني من أي مرض.
لكن شيء غريب كان يشعر به عماد عندما تقترب منه أميرة، فقد كان يشعر بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس، وعندما تبتعد عنه يعود إلى وضعه الطبيعي.
شخص الأطباء حالة عماد بأنها ارهاق وتوتر، واعطوه بعض المهدئات ليعود إلى شقته مع أميرة وبعض أفراد الأسرة الذين رافقوهم هذه المرة من أجل الاطمئنان على عماد، وصل الجميع إلى الشقة وكان الأمر طبيعي جداً، ولكن عندما حاول عماد الدخول إلى غرفة النوم سقط على الأرض مرة أخرى وفقد وعيه من جديد.
نُقل عماد إلى المستشفى مرة أخرى وسط حيرة وصدمة الجميع، وبعد الكشف عليه مرة ثانية وإجراء التحاليل اللازمة كانت النتيجة بأنه سليم، وهو ما جعل الأطباء أيضاً في حيرة من أمرهم، ووجهوا بنقل عماد إلى احد مستشفيات العاصمة الرياض، وتم ذلك، ولكن الصدمة ان نتيجة التحاليل في ذلك المستشفى كانت أيضاً سليمة.
الحسد والسحر يدمران حياة عماد
وسط حيرة الجميع واستغرابهم من المرض الغامض الذي اصاب عماد، نصحهم أحد المواطنين بعرضه على احد مشائخ العلم ليقرا عليه القران الكريم، وبعد تردد الأهل، ذهبوا إلى أحد المشائخ المعروفين وهناك اكتشفوا الصدمة!.
تفاعل عماد مع ايات القران الكريم التي كان يقراها عليه الشيخ الذي أكد للجميع أن عماد مصاب بالحسد والعين، وذلك من أجل أن يكره أميرة ولا يستطيع معاشرتها في ليلة الدخلة.
ظل الشيخ يقرا على عماد عدة أيام ويعطيه ماء زمزم مقري عليه أيضاً بعض ايات من القران الكريم، وبدأ عماد بالتحسن، وبدأ أيضاً يتقبل وجود أميرة بجانبه، وبعد مرور شهر من جلسات العلاج بالقران تعافى تماماً، ونصحه الشيخ بعدم العودة إلى تلك الشقة او السكن فيها، لأن الحسد ربما يكون مربوط بالمكان أيضاً، فتقبل عماد نصيحة الشيخ واستقر مع أميرة في العاصمة الرياض، ورغم أن حياتهما أصبحت شبه مستقرة إلا أن السؤال الأهم الذي لا زال يشغل بالهم هو “من أصاب عماد بالحسد والعين؟”.
الحسد والسحر في المجتمع السعودي
قصة عماد وأميرة ليست الأولى في السعودية، فقد كشف أصحاب الاختصاص في الرقية الشرعية، الكثير من القصص، التي تؤكد أن غالبية الناس بعيدون كل البعد عن التفكير، ولو للحظات بسيطة، في أن قضية العين والسحر، باتت سبباً مباشراً في تعقيد بعض الأمور، ومنها زواج الفتيات في المجتمع. ويقول الشيخ عبدالوهاب الشهري (راق): “أصبح الناس في الآونة الأخيرة، يدركون أن أحد أسباب تفشي العنوسة في المجتمع، هو العين أو السحر، وهذا كان شبه منسيٍ في السابق”، مضيفاً “لو لم تكن هناك قصص واقعية، تابعتها بنفسي، لاستبعدت أن تكون العين والسحر سبباً مباشراً في تفشي العنوسة بين الكثير من الفتيات”.
الجمال والخلق
ويستطرد: “من القصص التي تؤيد ذلك، قصة امرأة مطلقة، منذ ثماني سنوات، وعمرها الآن 39 سنة، وقد تقدم لها أناس كثيرون، وكلما تقدم لها رجل، لا يكتمل الزواج، وبقيت على هذا الحال سنوات طويلة، ولا يعلم كلا الطرفين ماذا يحصل لهما، وقد عرضوا علي أن أقرأ على تلك المرأة، وبمجرد القراءة، اتضح أنها مصابة بالعين، لأنها تتأثر كثيراً بآيات العين والحسد”، مشيراً إلى أنها “تعمل معلمة، وعلى قدر كبير من الجمال والخلق، وهذه أبرز الأسباب التي جعلتها تصاب بالحسد، والذي ربطها عن الزواج طيلة هذه السنوات، حتى وصلت إلى 39 سنة”.
رغبة داخلية
ويذكر الشهري أنه “تلقيت ذات مرة، اتصالاً من رجل يسكن في الكويت، وقال لي أن شقيقته وصل عمرها الآن 35 سنة، ولم تتزوج، ويتقدم لها رجال كثيرون، بل إن أغلبهم أصحاب مناصب ورجال أعمال، إلا أننا إذا ناقشنا معها موضوع الزواج، تتأثر وتبكي بكاءً شديداً، وترفض الاقتران بأحد، وفي الوقت نفسه، تؤكد أن لديها رغبة داخلية بالزواج إلا أنها لا تعلم ما الذي يمنعها منه ويتطور الأمر إلى أنها تترك الأكل والشرب أياماً عدة”.
عتبة العنوسة
ويضيف الشهري: “أتى الرجل بشقيقته، وقرأت عليها، ونطق الجان الذي بداخلها مباشرة، وأفاد بأنها كانت تلبس لبساً عارياً في إحدى المناسبات، وتعلق بها ذلك الجان، وقرر أن يتلبسها، ومن بعد هذا الموقف، أصيبت بالإعياء، الأمر الذي جعلها تصل إلى عتبة العنوسة رغماً عنها”.
ويشير الشهري إلى قصة أخرى، وصفها بـ”العجيبة”، ويقول: “تقدم رجل لفتاة في الطائف، يريد الزواج منها، فرفضت، بحجة أن خلقه سيئ، وهذا ما جعل الرجل يتعلق بها أكثر من السابق، وأصر على الزواج منها، ولم تفلح محاولاته ومساعيه لتحقيق ما سعى إليه، بعدها قرر الاتصال بأمها، وهددها بالسحر، ليس هذا فحسب، وإنما حضر إلى منزل الفتاة، حاملاً معه سكيناً، طعن بها نفسه، وضرب وجهه، ولا يعلم أحد سبب ذلك، إلا أن الفتاة قالت إن أخاها كان يقف في صف الخاطب، بعدها قام والدا الخاطب برفض الفتاة نهائياً، وأمرا ابنهما بصرف النظر عنها”، موضحا: “هذه الفتاة إن لم تتدارك نفسها بالحرص على الأذكار وقراءة القرآن، فهي عرضة للعين والحسد، من قبل هذا الشاب، الذي يحرص على الزواج منها بأي شكل، ويخشى أن تدخل سن العنوسة”.