حرائق الأمازون: أزمة بيئية متفاقمة

حرائق الأمازون: أزمة بيئية متفاقمة

في عام 2024، شهدت غابات الأمازون البرازيلية رقماً قياسياً في عدد الحرائق، وذلك بعد فترة طويلة من موجات الجفاف التي استمرت لعدة أشهر. وكشفت السلطات البرازيلية عن هذا الوضع المقلق يوم الأربعاء، حيث أظهرت بيانات المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء (INPE) أن هناك 140328 حريقاً قد اندلع في السنة الحالية، مما يمثل زيادة بنسبة 42% مقارنةً بعام 2023 الذي شهد 98634 حريقاً. وتعتبر هذه الأرقام هي الأعلى منذ عام 2007، الذي سجل 186463 حريقاً.

انخفاض إجمالي المساحة المتضررة

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الأرقام المقلقة لعدد الحرائق، إلا أن المساحة الإجمالية المتضررة من إزالة الغابات قد تكون في أدنى مستوياتها منذ سنوات. فقد أشار المعهد الوطني لأبحاث الفضاء إلى أن إزالة الغابات بين نهاية أغسطس 2023 ونهاية أغسطس 2024 قد انخفضت بأكثر من 30%. وهذا يشير إلى أن الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة قد بدأت تؤتي ثمارها في بعض الجوانب.

أهمية الحفاظ على الأمازون

تعتبر منطقة الأمازون أمرًا حيويًا للحفاظ على التوازن البيئي، وقد جعل الرئيس البرازيلي لولا من الحفاظ على هذه المنطقة أولوية لحكومته، خاصة مع اقتراب مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب30" الذي سيعقد في مدينة بيليم بالأمازون في نوفمبر المقبل. وتؤكد التقارير أن حرائق الغابات في أمريكا الجنوبية تفاقمت بسبب الجفاف الشديد الذي تعاني منه المنطقة، مما أدى إلى تلوث الهواء في مدن كبيرة مثل برازيليا وريو دي جانيرو وساو باولو. وقد استمر هذا التلوث لأسابيع، مما أثر بشكل كبير على جودة الحياة في هذه المدن.

تأثير تغير المناخ والنشاط البشري

تعاني منطقة الأمازون من الجفاف منذ منتصف عام 2023، وهو ما يُعزى إلى تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية وظاهرة "النينيو" المناخية. وبالرغم من أن الجفاف قد ساهم في زيادة عدد الحرائق، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن معظم هذه الحرائق قد أُشعلت عمدًا بهدف تطهير الأراضي لأغراض زراعية.

التحذيرات من الاستمرار في إزالة الغابات

يحذر العلماء من أن استمرار إزالة الغابات سيؤدي إلى انبعاث كميات من الكربون أكبر بكثير من تلك التي تستطيع الغابات امتصاصها، مما سيسرع من تغير المناخ ويزيد من خطورة الوضع البيئي العالمي. لذا، فإن الحفاظ على غابات الأمازون لا يُعتبر مجرد مسألة محلية، بل هو قضية مهمة تتعلق بمستقبل كوكب الأرض بأسره.