شهدت منطقة “العيدابي” جنوب السعودية، حادثة غريبة وموجعة في ذات الوقت، حيث أصيبت فتاة في الثامنة من عمرها بمرض مفاجئ جعلها طريحة الفراش لمدة 17 عاماً وعجز الأطباء عن اكتشاف مرضها الغريب التي اتضح في نهاية الأمر أنه سحر.
وقال أحد أبناء المنطقة أن الفتاة كانت شديدة الجمال وعمرها ثمان سنوات، واصيبت فجأة بمرض غريب جعلها طريحة الفراش ولا تستطيع الوقوف على قدميها.
واضاف ان أسرة الفتاة عرضوها على أكبر الأطباء وأضخم المستشفيات في المملكة، لكن الجميع فشلوا في تشخيص حالتها، وهو ما جعل أهلها يفقدون الأمل في شفائها.
17 عاماً من المعاناة
يقول “محمد” وهو ابن عم الفتاة، أنها طوال السنوات الماضية التي بلغت 17 عاماً وهي طريحة الفراش ولا تستطيع الوقوف على قدميها ووالدتها واختها يقومون بخدمتها.
يضيف محمد انهم بعد فشلوا في ايجاد الحل عن الأطباء فقدوا الأمر وارتضو بقضاء الله وقدره.
ويوضح محمد أنهم بعد كل هذه المدة أخبرهم أحد الاشخاص أن هناك شيخ يعالج بالقران ونصحهم بزيارته لعل وعسى أن يكون شفاء الفتاة على يديه.
وبالفعل توجه والد الفتاة إلى الشيخ وطلب منه الحضور الى المنزل ليقرأ القران على الفتاة، وبالفعل حضر الشيخ الى المنزل اكثر من مرة وقراء القران على الفتاة، وبعد ثلاثة أيام لاحظ الجميع أن حالة الفتاة بدأت تتغير نوعاً ما.
استمر الشيخ في قراءة القرآن على الفتاة لمدة شهر كامل، وفي نهاية الشهر كانت الفتاة تقف على قدميها ليتضح انها كانت مصابة بالسحر الأسود وهو أخطر أنواع السحر وأكثرها فتكاً بالمسحور.
ماهو السحر الأسود
السحر الأسود أو السحر المظلم هو شكل من أشكال الشعوذه التي تعتمد على القوى الحاقدة أو الخبيثة المفترضة.
وسمي السحر الأسود بهذا الإسم لأنه لأنه أشد ضررًا على المسحور، وأسرعها تأثرًا. وفيه يقوم الساحر بجلب الضرر والمرض لبدن المسحور، فيؤثر تأثيرًا مباشرًا على الجسد، ويجلب الأمراض الظاهرة والباطنه التي يتحير فيها الأطباء ولا يستطيعوا الوقوف على سبب مباشر للمرض.
كيف تقي نفسك من السحر؟
شرعَ اللهُ تعالى لنَا فِي القرآنَ الكريمَ وفِي سنةِ رسولِهِ “صلى الله عليه وسلم” الوقايةَ منَ السحرِ، كما شرع العلاج منه إنْ ظهرَتْ علاماتُ تأثيرِهِ، وفِي الحديثِ أنَّ لبيدَ بنَ الأعصم اليهودي سحرَ رسولَ اللهِ “صلى الله عليه وسلم” حسدًا وحقدًا حتَّى كانَ صلى الله عليه وسلم يشعرُ بثقلِ جسمِهِ.
ولم يكن تسلط السحر عليه “صلى الله عليه وسلم” في موضع الوحي والبلاغ منه إنما كان تأثيره عليه في بعض جوارحه، حيث كان يخيل إليه أنه يأتي الشيء ولا يأتيه.
وكان هذا للتشريع، وإلا فالله تعالى كان ولا يزال قادراً على عصمته “صلى الله عليه وسلم”، فأنزلَ اللهُ عليهِ قلْ أعوذُ بربِّ الفلقِ وقلْ أعوذُ بربِّ الناسِ، فكانَ يقرأُ بِهمَا وينفثُ علَى جسمِهِ حتَّى ذهبَ ذلكَ عنهُ، فالقرآنُ شفاءٌ مِنْ كُلِّ مرضٍ وداءٍ، قالَ اللهُ تعالَى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً) الإسراء : 82
فالقرآنُ شفاءٌ مِنَ السحرِ والعيْنِ والأَدْواءِ.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ “صلى الله عليه وسلم”: «اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلاَ تَسْتَطِيعُه الْبَطَلَةُ»رواه مسلم
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه لما أمسك الشيطان الذي جاءه في صورة رجل كبير فقير وهو يسرق من مال الصدقة، وكان أبوهريرة موكلاً بحفظها فأمسكه وهمَّ أن يسلمه لرسول الله “صلى الله عليه وسلم” فقَالَ لأبي هريرة: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا. قُلْتُ مَا هُوَ؟ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ.
ومِنْ طُرقِ الوقايةِ والعلاجِ مِنَ السحرِ الدعاءُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ» رواه الترمذي
كمَا أنَّ أذكارَ الصباحِ والمساءِ وتحصينَ النفسِ والأهلِ والأبناءِ بالأورادِ حصنٌ حصينٌ مِنَ السحرِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِى صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِى لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَىْءٌ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرُّهُ شَىْءٌ» رواه الترمذي
وكذلك شرع الله لنا العلاج بالرقية الشرعية، فيضع الراقي يده اليمنى على المحسود، أو يمسح بيده اليمنى جسد المحسود، ويقرأ الراقي الرقية الشرعية عليه، مثل فاتحة الكتاب وآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين ويدعو بدعاء النبي “صلى الله عليه وسلم”.