في عالم الإبل، قليلة هي القصص التي تحمل في طياتها قيمة وتأثيراً كما تفعل قصة الناقة “خزامة”. نشرت قناة العربية مؤخراً مقطع فيديو يُبرز محنطة “خزامة” في معرض مطايا بمهرجان الملك عبد العزيز. ليس فقط جمالها الأخّاذ، بل قصتها الملهمة تجعل من “خزامة” أكثر من مجرد ناقة، بل رمزاً حياً يختزل ثقافة وتاريخاً عريقين.
“خزامة”، هذه الناقة الفريدة، تنتمي إلى أندر سلالات الإبل. لم تكن مجرد ناقة جميلة، بل كانت أيقونة تجسّد الجمال في أروع صوره. فازت “خزامة” بالعديد من الجوائز، وكان أبرزها المركز الأول في منافسات جائزة الملك عبدالعزيز بأم رقيبة لسنوات متتالية. هذه الإنجازات أكسبتها مكانة مرموقة وشهرة واسعة في عالم الإبل.
تتويج وإنجازات لا تُنسى
لم يقتصر نجاح “خزامة” على جائزة واحدة فحسب، بل توجت أيضاً بالمركز الأول في مزايين الملك عبد العزيز بالصياهد، ما يُعد إنجازاً بارزاً في سجلات مسابقات الإبل. هذه الجوائز والتتويجات جعلت من “خزامة” ليست فقط رمزاً للجمال، بل أيضاً للتميز والاستثنائية.
“خزامة” لم تكن مجرد ناقة عادية، بل كانت تُعتبر أغلى ناقة في المملكة، وذلك لما تمتعت به من قيمة سوقية عالية. تلقى مالكها عروضاً بقيمة تصل إلى 30 مليون ريال لشرائها، ولكنه رفض هذه العروض جميعها، معبراً عن حبه وتقديره العميق لـ “خزامة”.
وداع يحمل في طياته تخليداً للذكرى
وفاة “خزامة” في عام 2018 كانت لحظة مؤثرة في عالم الإبل، لكن نادي الإبل قرر تحنيطها وعرضها أمام الجماهير، مما يُعد خطوة لتخليد ذكراها وتقديراً لقيمتها الثقافية والتاريخية. حتى يومنا هذا، تحتفظ “خزامة” بشعبية واسعة وحضور جماهيري كبير، تعكس تأثيرها العميق والدائم في قلوب محبي الإبل وعشاق التراث.
نتذكر “خزامة” ليس فقط كناقة ذات جمال فريد وإنجازات لافتة، بل كرمز للتاريخ والثقافة الغنية التي تحتضنها المملكة العربية السعودية في عالم الإبل. تُعتبر قصة “خزامة” دليلاً على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتقديره، وكذلك مثالاً حياً على كيف يمكن لروح الجمال والأصالة أن تتجاوز حدود الزمان والمكان.