ضمن عادات الشعوب الغريبة في مراسم الزواج، تقتضي عادات وتقاليد العرس الموريتاني ضرورة أن يتعرف الرجل على عروسه بين صديقاتها وقريناتها المتخفيات بالكامل.
وهو ما يطلق عليه اسم “الترواغ ” أو “التوقة”، أي اكتشاف العريس لعروسه بين مجموعة من الفتيات، وهي عادة غريبة ما زالت سائدة في أعراس الموريتانيين.
عادة غريبة في أعراس موريتانيا
والترواغ عادة متوارثة، في البلد، لأنها تقيس مدى حب العريس لعروسه. اذ في حالة ما إذا بادر العريس بالكشف عن العروس، وتعب لأجل ذلك، فهو دليل على الحب.
أما إذا تلكّأ فذلك دليل على برودة حبه، مما يشكّل مسبّة تُعيّر بها العروس.
ووثق مقطع فيديو، عرساً موريتانياً يرصد هذه الجزئية من تقاليد العرس في موريتانيا، وجانباً من التقاليد الغريبة المتبعة عندهم في ليلة العمر منذ مئات السنين.
وفي الفيديو ظهر عدد من الفتيات وهن يجلسن على الأرض مغطيات برداء أحمر كامل.
فيما بدا العريس وهو يضع يديه خلف ظهره ويسير أمامهن، ناظراً إلى كل واحدة منهن على أنغام أغنية موريتانية.
وبعد أن يدور حول الفتيات اللواتي لا تظهر وجوههن دورة كاملة ويظهر في حالة حيرة واضطراب، يقترب من فتاة تجلس في المنتصف بعد أن تعرف عليها بكونها عروسه، وسط تصفيق المدعوين وتكشف الفتيات بعدها عن وجوههن وهن يضحكن.
ويختلف المجتمع الموريتاني عن غيره من الشعوب المغاربية كون الخطوبة تتم بإشراف من النساء.
جزء من موروث القيم
وتتم الخطبة غالباً عن طريق اتصال هاتفي من طرف والدة “الخاطب” إلى والدة الفتاة، لطلب يدها للزواج بعد التعرّف عن الخلفية الاجتماعية للمتقدم وأهله وتحديد وقت لزيارة تحضرها نساء العائلتين.
ويقول الباحثون الاجتماعيون، إن هذه التقاليد هي جزء من موروث القيم التقليدية التي ورثها سكان الصحراء عن القبائل القديمة، التي كانت تسكن هذه البلاد قبل الفتوحات الإسلامية.