سوق مجنّة: ملتقى الحجاج والتجار العرب
سوق مجنّة: ملتقى الحجاج والتجار العرب
تاريخ سوق مجنّة، الذي يقع في محافظة الجموم على بعد حوالي 30 كيلومترًا من مكة المكرمة، يحمل في طياته الكثير من الدلالات على أهميته في الماضي. كانت هذه السوق بمثابة نقطة التقاء رئيسية لقوافل الحجاج والتجار العرب قبل ودخولهم الأراضي المقدسة.
أصل التسمية وتاريخ السوق
تعددت الآراء حول سبب تسمية سوق مجنّة، حيث ذكر الأديب الكبير ياقوت الحموي في معجم "البلدان" أن الكلمة "مجنّة" تعني المكان الذي يتمتع بالستر والإخفاء. ويقال أن السوق كانت تُعرف بكثرة الجنّ فيها، مما أضفى عليها طابعًا غامضًا ومثيرًا.
الأهمية التجارية والثقافية للسوق
تعتبر سوق مجنّة واحدة من أشهر ثلاثة أسواق في الجاهلية وفترة صدر الإسلام، وكانت تُعد مركزًا للتجارة والخطابة والفنون، بالإضافة إلى الألعاب الرياضية مثل الفروسية والمبارزة. وقد سجلت الهيئة العامة للإعلام في المملكة العربية السعودية العديد من الشواهد الأثرية التي تدل على هذه الأهمية التاريخية.
دور السوق في نشر الإسلام
في حديثها مع وكالة الأنباء السعودية (واس)، أكدت الدكتورة منال الشيخ، الأستاذة المساعدة في التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة بيشة، أن سوق مجنّة كانت منبرًا للدعوة إلى الإسلام. فقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقصدها لدعوة القبائل العربية إلى الإسلام، مما زاد من أهميتها الدينية.
الحركة التجارية خلال أشهر الحج
كان للحجاج العرب تقليد يتمثل في التوجه إلى سوق مجنّة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر ذي القعدة بعد قضاء العشرين يومًا الأولى في سوق عكاظ. وبعد ذلك، كانوا يتجهون إلى سوق "ذي المجاز" القريبة من عرفة، حيث يقضون الثمانية أيام الأولى من شهر ذي الحجة قبل أن يتوجهوا إلى عرفة لأداء مناسك الحج.
موقع سوق مجنّة
أجرى المؤلف عبدالله بن محمد الشايع دراسة موسعة حول موقع سوق مجنّة، مشيرًا إلى أنها تقع بالقرب من "مر الظهران" عند جبل يُعرف باسم "الأصفر". وقد كانت هذه السوق تُعتبر واحدة من الأسواق الرئيسية التي كانت تعقد خلال أيام الحج.
باختصار، تمثل سوق مجنّة جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الثقافي والتجاري والديني للجزيرة العربية، حيث كانت ملتقى للقوافل والتجار والحجاج، وشهدت تحولات كبيرة عبر الزمن.
المتوحش 2 مترجم الحلقة 6