انتشر مقطع فيديو خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الإجتماعي، زعم ناشروه أنه يوثق حدوث معجزة أمام الكعبة الشريفة، وتتمثل تلك المعجزة بنزول ملائكة على المصلين بجوار الكعبة الشريفة.
وأظهر الفيديو المثير للجدل لقطات لمشهد السماء فوق الحرم المكي أظهرت نورا يتساقط على المصلين، ثم يعيد الفيديو هذه المشاهد بالتصوير البطيء مع التركيز على الهالات البيضاء التي تتساقط من السماء.
وحقق الفيديو تداول واسع على منصات التواصل الإجتماعي في الوطن العربي، وتباينت تعليقات المتابعين بين مصدق ومكذب لما ورد في الفيديو.
وحول هذا الأمر، قال عالم بالأزهر الشريف أنه رغم أن الملائكة قد تتجسد في هيئة بشر، فإنه لا يمكن رؤيتهم ظاهريا؛ لأن الرؤيا تكون باطنية بالقلب عن طريق العمل الصالح والتخلق بالمكارم والمحاسن.
وفي معرض تعليقه على الفيديو، قال عبد المعطي بيومي -عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر-: إن الملائكة لا تُرى ولكن الناس يرون حقيقتها نورا في أنفسهم، وبالتالي لا يمكن تصويرهم.
وأوضح بيومي في تصريح خاص له أنه هناك فرق بين تنزل الملائكة وهو مذكور في القرآن والسنة وبين رؤية الملائكة، فالملائكة تتنزل على قلب الإنسان لتملأه بالسكينة والطمأنينة أو تتنزل لتساعد في الشدائد والتثبيت والمعاونة والتأييد.
كما أن هناك ملائكة لكتابة الحسنات والسيئات وتسجيل حال العباد، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون”. رواه البخاري ومسلم.
ولفت بيومي -عميد كلية أصول الدين السابق بالأزهر- إلى أن الملائكة قد يتجسدون في أشكال رفيعة وسامية أو على هيئة بشر. وقال إن سيدنا جبريل عليه السلام كان يتجسد -وفق بعض الراويات في الحديث- على هيئة رجل يسمي “دحية الكلبي” وكان رجلا وضيئا طاهرا.
ويختتم عبد المعطي بيومي، بتأكيده على أن السبيل إلى رؤية الملائكة يكون بالقلب أي بباطن الإنسان وليس بالرؤية الحقيقة، وينصح بعدم الانسياق وراء مثل هذه الفيديوهات التي تسوق لرؤية الملائكة ظاهريا، ولكن الرؤيا الباطنية للملائكة تتمثل في العمل الصالح واكتساب الأخلاق التي تنقي القلب من الشوائب التي تطمس على القلوب والعقول.
لمشاهدة مقطع الفيديو على اليوتيوب إضغط هنا