لقيت حادثة وفاة مغترب يمني يعمل في المملكة العربية السعودية بعد ساعات من إطلاقه نداء استغاثة لأصدقائه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين.وكتب المواطن “رمزي الحميدي” الذي يعمل بالسعودية وينحدر من منطقة العدين بمحافظة إب (وسط اليمن)، في منشوره على فيسبوك “اسعفوني أنا بموت”.
كان الحميدي يعمل في السعودية وقبل أن يخسر عمله في الأشهر الماضية وتتفاقم حالته الصحية ليضطر قبل نحو شهر لإجراء عملية قلب مفتوح بما كان يمتلك من مال وبمساعدة البعض من معارفه، فيما اضطر لأخذ سلفة من بعض أصدقائه لإجراء العملية.
وقال مقربون من رمزي انه أجرى عملية قلب مفتوح مؤخرا، لكن حالته ساءت ليموت وحيدا في شقته بعد أن فقد عمله مؤخرا بسبب مرضه.
وأشار إلى أن رمزي اصيب خلال الأشهر الماضية بمرض القلب وتحول من مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض إلى مدينة الملك فهد الطبية لإجراء عملية قلب مفتوح وتمت العملية بنجاح، لكن بعد العملية كان يحتاج إلى رعاية طبية وإنسانية من أصحابه واقاربه ولكنهم تركوه وحيدا في مقر سكنه.
نداء واستغاثة رمزي هذه لاقت تفاعلا واسعا، حيث خيم الحزن بين أوساط اليمنيين، وتحولت منصات التواصل الاجتماعي (سوشيال ميديا) إلى صالة عزاء، تنعي المرحوم وتندب حظ اليمنيين في الدخل وحتى بلاد الغربة والمهجر.
وفي السياق شرح الناشط خالد شايع ما حدث بالقول: “أصحاب رمزي الحميدى وأقاربه الذي في الرياض مقصرين في حقه ومقصرين معه”.
وأضاف “رمزي مغترب وكان مرتاح ومستور الحال وما كان يقصر مع أحد تعب وأصيب بمرض القلب وتحول من مستشفى الامير محمد بن عبد العزيز بالرياض إلى مدينة الملك فهد الطبية لإجراء عملية قلب مفتوحة”.
وتابع “تمت العملية بنجاح ولكن بعد العملية كان يحتاج إلى رعاية طبية وانسانية من أصحابه وأقاربه ولكن تركوه وحيداً في بيته لوما نزل منشور اسعفوني أنا بموت” مستدركا “كان يحتاج إلى عودة للمستشفى للرعاية الصحية بعد العملية، لكن الموت كان أقرب من الجميع، رمزي مع المرض تعب وكافح وتسلف عشان يتعالج وما تابع العلاج بعد العملية ومات ولا احد من اقاربه تعاون معه إلا القليل منهم”.
الصحفي طلال الشبيبي قال “كم هو محزن أن يموت الإنسان في بلاد الغربة وكان بحاجة إلى من ينقذه، من يسعفه إلى أقرب مستشفى”.
وأضاف “أطلق نداء استغاثته فلم يجبه أحد، فظنوه مازحا تافها مثلهم، فتوفاه الأجل وحيدا كسيرا حزينا شريدا”.
وتابع “رحمك الله يا رمزي وتقبلك في الصالحين وألهم أهلك ومحبيك الصبر وعظم الأجر وجبر مصابهم ومصابنا جميعا”.
الناشطة والصحفية فاطمة الأغبري كتبت “انا بموت اسعفوني” بهذه العبارة استنجد المغترب رمزي الحميدي بأصدقائه الذين انهالوا بالتعليقات عليه سلامات، ما الذي حصل فيك؟ ما تشوف شر يا غالي”.
وقالت “بدلاً من انقاذه حينما استنجد بمن هم في السعودية من اصدقاء وأقاربه، بعد تلك العبارة فارق الحميدي الحياة ليكشف معادن من حوله الذي تركوه وحيدًا حينما طلب المساعدة”.
وأضافت الأغبري “مؤلم جدًا ما حدث للحميدي الذي لا أعرفه ولكني اتعاطف معه انسانيًا وحزينة لأجله حد البكاء، حزينة لأننا نعيش في عالم منافق عندما تكون بقوتك يكونون حولك، وحينما تضعف يتركوك وحيدٍا ويسقطون واجبهم بتعليق أو بوست طبعًا إلا من رحم وهم قلة قليلة”.
الناشط صالح سعيد الحقب هو الآخر نعى رمزي بالقول “رمزي الحميدي مرض في الغربة أطلق صرخة (أنا بموت اسعفوني) بعد ساعتين مات، كابد الألم وحيدا زيما كابد لقمة العيش بمفرده، هكذا الموت يدركنا في الشتات”.
وأردف “حتى الجدران والشوارع في غير بلدك لا ترى ألمك وكأنها تحجب الصوت عنك، وتصيح ويعود الصدأ ورجع الصوت عليك فقط ولا يعود لك بالمنقذ”.
في حين قال الصحفي أحمد الصباحي، “رحم الله المواطن المكافح رمزي الحميدي وأسكنه فسيح جناته، ادعوا له وتعاونوا مع أهله ولا تجعلوا من المناسبة فرصة لتمرير أي رسائل سلبية تفت في جسد الأسرة اليمنية المتعاونة، فالخير باق ورجال الإنسانية مستمرون ما بقيت هذه الحياة”.
فيما قال الشاعر فؤاد الحميري “اسعفوني.. اثنان قالاها فمات الأولُ، وبلاده من خلفه تتوسلُ”.
يضيف “رحمك الله يا رمزي وتقبلك في الصالحين وألهم أهلك ومحبيك الصبر وعظم الأجر وجبر مصابهم ومصابنا جميعا باسعاف اليمن”.
وكتب الصحفي رشيد الحداد “رحمك الله يا رمزي.. وعزاؤنا لأسرتك ولعزلة السارة بمديرية العدين برحيلك”.
وقال “علمت الجميع درسا كبيرا يا رمزي.. لا تعلم أن الآلاف من إخوانك اليمنيين بعد وفاتك يتمنون لو حالفهم الحظ لإنقاذك”.
وزاد “اتمنى على كافة الأخوة المغتربين الاستفادة من رسالة المرحوم رمزي .. استغاث بكم وكان الآجل أسرع، ولكن بإمكانكم أن تغيثوا رفاق رمزي اخوانكم بالتواصل معهم وتلمس همومهم ومساعدة المرضى منهم”.