-

ضربة أميركية قصمت ظهر اليابان…وانتهى معها الحلم

(اخر تعديل 2024-09-09 15:37:03 )
بواسطة

منذ معركة طرف الغار اليابانية (Trafalgar) عام 1805 ضد البحرية الفرنسية والإسبانية، تحولت بريطانيا لأهم قوة بحرية بالعالم وصنفت كسيدة البحار، ففي خضم هذه المعركة، تلقى نابليون بونابرت هزيمة قاسية على يد البحرية البريطانية التي تمكنت حينها من تدمير وأسر العشرات من السفن الفرنسية والإسبانية، فضلا عن ذلك، تكبد الفرنسيون والإسبان بهذه المعركة خسائر بشرية هامة حيث قتل نحو 4300 من جنودهم بينما وقع الآلاف بالأسر.


وقد استمرت الهيمنة البحرية البريطانية لحدود الحرب العالمية الثانية. في يوم 10 كانون الأول/ديسمبر 1940، تمكن اليابانيون من تدمير السفينتين الحربيتين البريطانيتين ريبولس (Repulse) وأمير بلاد الغال لتعرف بذلك البحرية البريطانية نكسة غير مسبوقة جسدت نهاية هيمنتها على البحار.
صورة لحاملة الطائرات زويكاكو

خاصيات شوكاكو
لوحة زيتية تجسد عملية إقلاع الطائرات اليابانية من على متن حاملات الطائرات لقصف بيرل هاربر
وأملا في الهيمنة على ساحة المحيط الهادئ، لم تتردد اليابان عام 1936 في بعث مشاريع لإنشاء حاملات طائرات عملاقة، من صنف شوكاكو (Shōkaku)، قادرة على نقل أعداد كبيرة من الطائرات نحو ساحات القتال.


مثلت حاملة الطائرات شوكاكو، رفقة زويكاكو (Zuikaku) التي اعتبرت أول حاملة طائرات يابانية مجهزة برادار، أول حاملات الطائرات من هذا النوع. وحسب بيانات تلك الفترة، تطلعت البحرية اليابانية لبناء أفضل حاملة طائرات بالعالم حيث تحدث عدد من المسؤولين اليابانيين عن أهمية التركيز على عدد من الخاصيات بشوكاكو كالسرعة والتسليح وسمك الدروع. فضلا عن ذلك، أكدت البحرية اليابانية ضرورة أن تكون الأخيرة قادرة على نقل 96 طائرة حربية على متنها.


بدأت عملية بناء شوكاكو عام 1937 بحوض بناء السفن بيوكوسوكا (Yokosuka). وبعد أشهر، كانت حاملة الطائرات شوكاكو جاهزة للدخول بالخدمة بحلول سنة 1939. وبعدها بعامين، سلّحت البحرية اليابانية شوكاكو سنة خلال شهر آب/أغسطس 1941 لتكون بذلك جاهزة لأي حرب محتملة على ساحة المحيط الهادئ.


وحسب التصاميم، بلغ طول شوكاكو 257.5 متر بينما قدر شعاعها بحوالي 29 مترا. وقد بلغ وزن حاملة الطائرات هذه أكثر من 26 ألف طن وزودت بمحركات قدرت قوتها بنحو 160 ألف حصان وهو ما خول لها بلوغ سرعة قصوى تراوحت في حدود 64 كلم بالساعة. ومن جهة التسليح، زودت شوكاكو ب16 مدفع عيار 127 ملم و36 مدفع عيار 25 ملم كما تراوح سمك دروعها بما بين 46 و165 ملم.


غرق شوكاكو ونهاية الحرب
بمسيرتها الحربية، كانت شوكاكو حاضرة بالعديد من المعارك المفصلية بالحرب العالمية الثانية حيث شاركت الأخيرة بهجوم بيرل هاربر ومعركة سيلان (Ceylan) ومعركة بحر المرجان ومعركة جزر سليمان الشرقية ومعركة جزر سانتا كروز ومعركة بحر الفلبين. وبفضل إسهاماتها الكبيرة في حسم جانب كبير من هذه المعارك، وصفت شوكاكو بفخر الصناعة البحرية اليابانية كما تحولت لرمز من رموز قوة الأسطول الياباني.
مثل غرق شوكاكو نكسة للبحرية اليابانية حيث فقدت الأخيرة أهم حاملات طائراتها. وفي الأثناء، وصف العديد من المحللين العسكريين غرق شوكاكو بنهاية الحرب بالنسبة لإمبراطورية اليابان.