-

رحلة علي للبحث عن شقيقه المفقود

(اخر تعديل 2024-12-10 11:00:31 )
بواسطة

رحلة علي للبحث عن شقيقه المفقود

في طابور طويل من اللاجئين عند معبر جيلفي غوزو التركي على الحدود السورية، يقف علي بانتظار الأمل. لقد جاء من مدينة هامبورغ، عقب الإطاحة ببشار الأسد، بحثًا عن شقيقه الذي فقده منذ 13 عامًا خلال دراسته في حمص. لم يكن لديه أي معلومات عنه منذ ذلك الحين، وعزيمته اليوم تدفعه للبحث عنه بكل ما أوتي من قوة.

تحديات الطريق

علي، البالغ من العمر 29 عامًا، والذي حصل على الجنسية الألمانية، فضل عدم الكشف عن كنيته، مبررًا ذلك بأنه جاء هنا في مهمة خاصة. كما رفض التقاط صورة له، مؤكدًا على أهمية قضيته التي تتجاوز مجرد صورة.

الرحلة إلى الأمل

في عام 2013، ترك علي مدينته إدلب وسار على الأقدام عبر تركيا، ثم انتقل بالقارب إلى اليونان، وفي نهاية المطاف وصل إلى الأراضي الألمانية. الآن، في صباح يوم مشمس، يقف بين أفراد الدرك والقوات الخاصة التركية مع مئتين إلى ثلاثمئة سوري آخرين، معظمهم يعيشون في تركيا كلاجئين لأكثر من عشر سنوات، في انتظار عبور هذه النقطة إلى سوريا.

عودة اللاجئين

المعبر لا يسمح بالعبور إلا سيرًا على الأقدام. مع مرور الوقت، تزداد أعداد الحشود، حيث تصل سيارات الأجرة محملة بعائلات عازمة على العودة إلى أوطانها. وعلى عكس الأيام السابقة التي كان يتوافد فيها اللاجئون بشكل رئيسي من مدن جنوبية كبيرة مثل هاتاي وغازي عنتاب، نجد اليوم تنوعًا في أماكن قدومهم، حيث يأتون من إسطنبول وبورصة وقيصرية، استعدادًا للعودة إلى حماة وحلب ودمشق.

قصة الفقدان

يستذكر علي كيف اختفى شقيقه أثناء دراسته في حمص. كانا يدرسان معًا في الجامعة، وكان شقيقه على وشك إنهاء سنته الرابعة في دراسة اللغة الإنجليزية. غادر علي لمدة يومين لزيارة عائلته في إدلب، وعندما عاد، تلقى خبر اختفاء شقيقه من أصدقاء مشتركين. ومنذ ذلك الحين، لم يسمع عنه أي شيء.

إحصائيات مقلقة

في عام 2022، قدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن هناك أكثر من 110 آلاف شخص مفقودين، اختفى معظمهم على أيدي النظام السوري. علي، الذي يكبر شقيقه المفقود بأربع سنوات، لا يعرف إن كان شقيقه على قيد الحياة أم ميتًا. يعتزم الذهاب إلى دمشق لتقديم صورة شقيقه للسلطات الجديدة، على أمل العثور على أي معلومات عنه، حتى لو كانت صغيرة.

الأمل في المستقبل

يؤكد علي أن الأمر الوحيد الذي يعرفه بشكل مؤكد هو أن شقيقه كان بين أيدي المقربين من الأسد، رغم أنه لم يكن له أي نشاط سياسي معروف. عائلته، بما في ذلك زوجته وثلاثة أطفال ولدوا في ألمانيا، ووالديه، يعيشون الآن في هامبورغ حيث أسس علي شركة نقل. ومع سقوط الأسد، حجز علي تذكرة سفر إلى إسطنبول، ثم إلى هاتاي، على أمل أن تكون وجهته النهائية سوريا.
الشركة الحلقة 2

العزيمة والإرادة

يقول علي: "سأطرق كل الأبواب في محاولة العثور على أصدقائنا، سأسأل الجميع". هذه الكلمات تعكس روح الأمل والعزيمة التي تحركه في رحلته للبحث عن شقيقه، وتعبر عن معاناة اللاجئين الذين يسعون للعودة إلى وطنهم رغم كل الصعوبات.