-

أرقام مقلقة للمشرّدين في أمريكا 2024

(اخر تعديل 2024-12-28 10:00:25 )
بواسطة

زيادة مقلقة في أعداد المشرّدين في الولايات المتحدة

أعلنت وزارة الإسكان الأميركية يوم الجمعة عن إحصائية جديدة تبرز قلقًا عالميًا، حيث بلغ عدد المشرّدين المسجّلين في الولايات المتحدة في عام 2024 نحو 770 ألف شخص. هذه الأرقام تمثل زيادة قياسية تصل إلى 18% مقارنة بالعام السابق 2023.

الأسباب وراء الزيادة المقلقة

تعود هذه الزيادة في أعداد المشرّدين إلى عدة عوامل رئيسية، من أبرزها النقص الحاد في المساكن ذات التكلفة المنخفضة، وارتفاع معدلات التضخّم، بالإضافة إلى تدفّق المهاجرين إلى البلاد. كما لعبت المساعدات التي تم تقديمها خلال جائحة كوفيد-19 دورًا في هذا الوضع، حيث توقفت بعض هذه المساعدات، مما زاد من تعقيد الأمور. ولا يمكن إغفال تأثير الكوارث الطبيعية المتزايدة التي شهدتها الولايات المتحدة.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31

إحصاءات تم جمعها في وقت سابق

من المهم الإشارة إلى أن هذه الأرقام تستند إلى تعدادات أجرتها السلطات المحلية في عدد من المدن والبلدات في ليلة واحدة خلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي. لذا، قد لا تعكس هذه البيانات الوضع الحالي بدقة بسبب التغييرات التي طرأت منذ ذلك الحين.

دلالات الأرقام على مشكلة أكبر

تعكس هذه الإحصاءات مشكلة عميقة تتمثل في انعدام المساواة الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يُعتبر تحديًا كبيرًا لأكبر اقتصاد في العالم. فقد أظهرت الدراسات ارتفاعًا ملحوظًا في عدد العائلات المشرّدة، حيث يعود ذلك بشكل خاص إلى تأثير الهجرة.

الكوارث الطبيعية وتأثيرها

تساهم الكوارث الطبيعية، التي تزداد وتيرتها بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، في تفاقم أزمة المشرّدين. على سبيل المثال، أدى الحريق الذي اندلع في جزيرة ماوي بولاية هاواي إلى تشريد 5200 شخص، تم إيواؤهم في ملاجئ الطوارئ ليلة التعداد.

تأثير السياسات القضائية

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذا التعداد تم قبل قرار المحكمة العليا في يونيو، الذي سمح للسلطات بمعاقبة المشرّدين الذين ينامون في العراء. وقد أدى ذلك إلى تشديد السياسات المتعلقة بالمشرّدين في عدة ولايات. في ولاية كاليفورنيا، أصدر الحاكم غافين نيوسوم توجيهات بتفكيك مخيمات المشرّدين، مما زاد من قلق العديد من النشطاء.

النسبة المرتفعة بين الأميركيين السود

من المثير للقلق أن نسبة المشرّدين من الأميركيين السود أو الأفارقة بلغت 32%، على الرغم من أن هذه الشريحة الإثنية لا تمثل سوى 12% من إجمالي سكان الولايات المتحدة. تعكس هذه الأرقام الفجوة الكبيرة في الفرص الاقتصادية والاجتماعية.

خاتمة

تُظهر هذه الإحصاءات المقلقة الحاجة الملحة إلى اتخاذ خطوات فعالة لمعالجة أزمة المشرّدين. في ظل الظروف الراهنة، يتطلب الأمر جهودًا جماعية من الحكومة والمجتمع المدني للحد من هذه الظاهرة وتوفير الحماية اللازمة للفئات الأكثر ضعفًا.