-

قرار جديد يسرق النوم من عيون المغتربين في

(اخر تعديل 2024-09-09 15:37:03 )
بواسطة

إبعاد جميع الوافدين في السعودية عن مهنة التواصل، هو ما طالب به الكاتب الصحفي محمد المرواني، مستثنياً في ذلك الوافدين الذين يتم استقدامهم للعمل في هذه المهنة.

وكتب الصحفي المرواني مقالة في صحيفة المدينة السعودية تحت عنوان “خدمة التوصيل.. إلى متى؟!” قال فيها أن خدمة توصيل الطلبات أصبحت أمراً واقعاً وملازماً لكل بيت، خاصة مع حالة الكسل التي تسود مجتمعنا مع الأسف، محذراً من أضرار هذه الخدمة على ميزانية الأسرة وأمان منازلنا وحفظ خصوصيات حياتنا، بالإضافة إلى ازدحام الشوارع بالسيارات، مطالباً بتقنين امتلاك السيارات لبعض المهن ومنها التوصيل.

كما طالب المرواني ، بإبعاد الوافدين عن خدمة التوصيل إذا لم يتم استقدامهم لها حسب قولة.

أسباب انتشار خدمة التوصيل في السعودية

وأوضح الكاتب أن الكسل وراء انتشار خدمة التوصيل في السعودية بشكل كبير، حيث قال : “بالأمسِ إنْ أردتَ ولو قارورة ماء، تذهبُ ماشيًا أو راكبًا إلى البقَّالة الأقرب لبيتك؛ لتقضي مشاويرَكَ وطلباتِ بيتكَ بنفسك، أو إنْ أصلحَ اللهُ لك أحدَ الأبناء، كفاكَ مشقَّة المشوار.. الآن كسلٌ.. وخمولٌ.. وشكوَى من انتهاءِ الرَّاتب بأسرع وسيلةٍ.. وكأنَّه لا يعلمُ أين يذهبُ راتبُهُ الشهريُّ؟”.

وأضاف أن: “توصيل الطلبات أصبح أمراً واقعاً وملازماً لكل بيت، لا بد منه مع حالة الكسل التي تسود مجتمعنا مع الأسف.. ولا مانع من أن يمتهنها الشاب السعودي الذي يبحث عن عمل مناسب، ولم يجد، ولكن يجب ألا يمتهن التوصيل سباك أو عامل استطاع أن يحصل على سيارة لممارسة عمل لم يستقدَم من أجله”.

“الرَّاحة مقابلُ المالَ”

ويضيف “المرواني” قائلا: “الرَّاحة مقابلُ المالَ، أصبحتْ هذه العبارة شعارًا لكلِّ بيتٍ، بل إنَّه أحيانًا يكسلُ الطِّفلُ، أو الشَّابُّ عن القيام من أمام التلفاز، أو البلايستيشن من أجل خدمةِ نفسِهِ، أو الخروج من المنزل لشراءِ وجبةٍ، أو شيءٍ آخرَ يسدُّ به رمقَهُ.. وقد يُحدِّث نفسه قائلًا: هناك مَن يخدمُنِي بضغطةِ جوَّال، من مندوبي التَّوصيل، الذين يأتُونَ إلى باب المنزل، أو مكان عملِكَ برنَّة جوَّال، وراتب والدي يكفِي الحاجة وزيادة.. فلماذا لا أستغلُّ هذه الميزة؟!”.

أضرار كثيرة

ويعلق “المرواني” قائلاً: “ليست هنا المشكلةُ.. ولكنَّ المشكلةَ أنَّنا أصبحنا نفتقدُ أيضًا لخصوصيَّةِ الحياة، وربما هناك ثغراتٌ أمنيَّةٌ تُساعد ضعفاء النُّفوس على اختراقِ المنازل وأسرارها، وربما العبث بها.. خاصَّةً أنَّ تنظيم التَّسجيل بشركات التَّوصيل يسمحُ للمقيمين بأنْ يمتهنُوا التَّوصيل، كوسيلةٍ سهلةٍ لكسب الرِّزق، رغم أنَّ فتح هذا الباب كان من البدايةِ للسعوديِّين، لفتح باب رزقٍ كريمٍ للخرِّيجين منهم، وكذلك للشَّباب الجامعيِّ الطَّموح؛ لتحسين مصدرِ رزقِهِ”.

امتلاكُ السيارات لبعض المهن ينبغي أن يُقنَّن

ويينهي “المرواني” قائلاً: “امتلاكُ السيارات بالنسبة لبعض المهن ينبغي أنْ يُقنَّن، فقد ازدحمت الشَّوارع بشكلٍ مرعبٍ، وتسبَّب هذا الازدحامُ في تعسُّر حركةِ المرورِ في كثير من المدن.. فالعاملُ العادي في بعض المجتمعات، لا يُسمحُ له بالقيادة، بل يستخدم وسائل المواصلات العامَّة.. إلا أنه في مجتمعنا، بثلاثة آلاف ريال فقط، تمتلك سيارة، وتصبح مندوب توصيلٍ عليك القيمة!!”.

توطين مهنة التوصيل ضرره سيكون أكبر من نفعه

من جانبه كتب الصحفي وائل مهدي، مقال مخالف تماماً لما يراه الصحفي محمد المرواني، قال فيه أن توطين مهنة التوصيل سوف يكون ضرره أكبر من نفعه .

وفي مقاله للكاتب الصحفي وائل مهدي، تحت عنوان “عامل توصيل سعودي بدراجة نارية” نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط”، قال فيها أنه ليست كل القطاعات والأعمال قابلة للسعودة، وضرر سعودتها أكبر من نفعه، وستؤدي إلى ارتفاع بالأسعار غير محمود، ضاربًا المثل بقرار إلزام شركات توصيل الطلبات بتوظيف السعوديين وإلزام غير السعوديين بالعمل من خلال شركات النقل الخفيف، وطارحًا معوقات القرار، والمشاكل التي ستنجم عنه ومن بينها أن العائد المادي لهذه المهنة غير مجزٍ للمواطن السعودي، كما يضر الشركات والمستهلكين، داعيًا إلى أن نتوقف قليلاً عن لغة التوطين والسعودة، ونراعِي مصالح الشركات والتكلفة على المستهلكين.

واضاف مهدي : “أكاد أجزم بأنه لا يمر عليَّ أسبوع من دون أن أطلب على الأقل وجبة طعام من خلال أحد تطبيقات توصيل الطلبات. وخلال طلباتي الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، لا أتذكر أنني قابلت عامل توصيل واحداً سعودياً.. وكلما أتذكر عمال التوصيل، دائماً ما يعلق ببالي صورة أحدهم الذي كان طويل القامة من جنسية عربية في الخمسينات من العمر، ويبدو عليه أنه كان يعمل في وظيفة مكتبية قبل أن يمتهن توصيل الطلبات.. صورة هذا الشخص لا تزال عالقة في بالي لأني تساءلت: ما الذي يجعل رجلاً في هذا العمر يعمل في وظيفة تتطلب الكثير من الحركة، وهو تبدو عليه ملامح العمل المكتبي في مظهره وملفظه؟ الإجابة الوحيدة التي توصلت لها هي فقدانه تلك الوظيفة المكتبية، أو أن توصيل الطلبات هو بمثابة دخل إضافي لهذا الشخص لمواجهة صعوبات الحياة.. لقد استفاد هذا الشخص، واستفدتُ أنا، واستفادت شركة التوصيل، من رغبته في العمل في هذا المجال”.