يواجه علي بن فليس، أحد المرشحين الخمسة الذين زكتهم القيادة العسكرية للعب دور سياسي في عملية السطو على السيادة الشعبية يوم 12 ديسمبر، فضيحة من العيار الثقيل على بعد ساعات من الموعد الانتخابي.
مكتب وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة الجزائرية أصدر بيانا أمس الاثنين يصرّح فيه أن المتهم ب.ص، عضو في مديرية الحملة الانتخابية لعلي بن قليس، أقر أنه يعرف المترشح منذ 2003. و أنه ساعده و وزوجته في حلحلة مشكل يخص حساب بنكي بالعملة الصعبة فتحه بن فليس و زوجته في البلد الأجنبي الذي يتخابر معه و يمدّه بمعلومات حساسة حول ما يحدث في الجزائر.
و جاء رد مديرية حملة علي بن فليس ليؤكد خبر امتلاك المرشح للرئاسيات لحساب بنكي في مرسيليا يقدّر ب أكثر من 11 ألف أورو ( 2 مليون دينار جزائري في السوق الموازية ).كما اعترف في بيانه بمحاولة الجسوس الجزائري المزعوم حل المشكلة التي واجهها علي بن فليس مع البنك الفرنسي.
اكتفت مديرية حملة بن فليس بتوضيح أن الحساب البنكي المفتوح في فرنسا مدرج في وثيقة التصريح بالممتلكات التي قدّمها في ملف ترشحه للرئاسيات. و لم يقدّم علي بن فليس، الأمين العام السابق للافلان و رئيس الحكومة الجزائرية تحت رعاية عبد العزيز بوتفليقة، أي تفاصيل عن كيفية حصوله على العملة الصعبة التي فضّل أن يضخها في بنك فرنسي بدل فتح حساب له في بنك جزائري،كما تمليه الأخلاقيات السياسية و كما يفعل العديد من المواطنين الجزائريين. و لم يوضّح إن كان المبلغ المالي المخزون في البنك الفرنسي هبة من أصدقاء كالتي تحصل عليها أحمد أويحيى، غريمه السياسي في السلطة لسنوات، أم أنه محصول مجهوده الشخصي في الحكومات المتتالية تم نقله عبر الحدود بعد تحويله إلا العملة الصعبة في سكوار بور سعيد نحو فرنسا، عدوّته اللدود في خطاباته المتكرّرة حول الوطنية ؟. و المعروف أن بن فليس لم يشغل في حياته منصبا وضيفيا في فرنسا و كل مسيرته المهنية انحصرت في مهنة المحاماة لبعض السنوات في المحاكم الجزائرية قبل ان يلتحق بجهاز العدالة و الطواقم الحكومية المختلفة بصفته إطار سام في حزب جبهة التحرير الوطني.
إن فتح مسؤول سياسي بمستوى بن فليس الذي تقلد مناصب سامية في الدولة لحساب بنكي في دولة أجنبية ، كانت الهدف الأول المزعوم في خطاباته حول الوطنية و مكافحة ما يسميه بحزب فرنسا، فضيحة كبرى قد توصف حسب بعض المعايير بالخيانة الكبرى. و هل من خيانة أكبر من رش الجماهير الشعبية بخطابات معادية لفرنسا و الهرولة خفية نحوها لمدّ خزائنها بالعملة الصعبة ؟
أمياس مدور