بدأت زنزانات النظام البائس تفرغ من معتقلي الرأي و رافعي الرايات الامازيغية و ضحايا العصابات الحاكمة. و في هذا انتصار كبير للثورة السلمية و شحذ للهمم الثورية.
كثير من المواقع الالكترونية و القنوات الاعلامية عنونت الحدث ب”عمليّة تحرير المعتقلين” كآخر مناورة لسحب الزربية نحو من عاث في البلاد فسادا. و الحقيقة غير هذا. سجناء الرأي و رافعي الرايات الأمازيغية لم يتمّ تحريرهم بارادة سياسة أو قرار عفو رئاسي أو نتيجة سياسة تهدئة بادرت بها السلطة.
سجناء الرأي الذين تخطّوا عتبة سجن الحراش نحو فضاء الحرية غادروا السجن التعسفي بعد أن أكملوا بالتمام و الكمال العقوبات الجائرة التي تم النطق بها بلا ادنى سند قانوني في حقهم. و بعبارة شعبية جليّة : ” خرجوا بلا مزيّة أحد في النظام “.
التاريخ الوطني يشهد أن النظام اعتقل و سجن تعسّفا متظاهرين سلميين و رافعي راية الهوية المعترف بها دستوريا ،و اخترق اجراءات الحبس المؤقت و جعل من الاجراء الاستثنائي قاعدة تدوم ما دام عكر صفو السلطان. و ما دام هناك أحرار في غايابات السجن، بدءا بالمناضلة لويزة حنون إلى سمير بن العربي مرورا بكريم طابو و فضيل بومالة و كريم بوتاتة و رئيس راج ، تبقى الجزائر مدرجة في خانة الديكتاتوريات البائسة.
هناك من أنهى عقوبته و خرج رافع الهامة، و هناك من ينتظر و هو رافع القامة. و الثورة الشعبية مستمرة بسلميتها و زخمها إلى أن يتحرر الرجال و النساء و تتحقق مطالب التغيير الجذري المنشود.
أمياس مدور