في مبادرة تثير نوعا من الحسد في العالم العربي، ولاسيما في الجزائر، قدّم وزير الأشغال العامة وشؤون البلدية الكويتي حسام الرومي مساء الجمعة استقالته من منصبه، معلناً تحمّله مسؤولياته الأدبية إثر الأضرار التي لحقت بممتلكات المواطنين والمقيمين جرا موجة الأمطار التي شهدتها البلاد مؤخرا.
وعبّر الوزير في رسالة استقالته عن “عميق أسفه” إزاء الأضرار الكبيرة التي لحقت بممتلكات المواطنين والمقيمين جراء موجة الأمطار الكثيفة التي شهدتها الكويت. وأضاف: “يعلم الجميع بأنني مستجد في عملي بوزارة الأشغال العامة وقد حرصت على بذل قصارى جهدي من أجل الاضطلاع بمسؤولياتي في تطوير العمل والحرص على المال العام ومكافحة مظاهر الفساد ودفع عجلة العمل مع زملائي الوزراء “.
وبحسب ما جاء على وكالة الأنباء الكويتية “كونا”، تابع الرومي: “انطلاقا من مسؤوليتي الأدبية وتعزيزا للنهج الذي اختطه سمو رئيس مجلس الوزراء في تحمل تبعات المسؤولية الجسيمة التي تتحملها الحكومة فقد تقدمت باستقالتي إلى سمو الرئيس”.
يجدر الذكر أن الجزائر عرفت في الأسابيع الماضية وضعا مشابها لما شهدته الكويت من جراء تساقط الأمطار التي غمرت الطرق والأحياء ومنعت حركة المرور في أجزاء واسعة من التراب الوطني، ولنجر عن ذلك اضرار مادية فادحة بالإضافة إلى سقوط أرواح بشرية في حوادث مرور أو بسبب فيضان الأودية. نتذكر أن أمام هذا الوضع، لم تجد السلطات، على لسان وزير الداخلية، نور الدين بدوي، لتبرير تقاعسها في مواجهة الأخطار وحماية الأرواح والممتلكات سوى تحميل المواطنين مسئولية ما جرى. ولم يصدر أي إجراء عقابي أو أي قرار إداري كفيل بمنع تكرار مثل الكوارث. وكأن بالوزير أراد أن يذكّر الرأي العام بأن ثقافة الاستقالة وتحمل المسئولية ليسا من تقاليد نظام الحكم في الجزائر.
هواري العربي