أعلن القصر الملكي السعودي عن عزم ولي العهد ، محمد بن سلمان، القيام بجولة تضم ثلاث دول شرق أوسطية و ثلاث دول شمال إفريقيّة. خريطة السفر المعلن عنها إستثنت المغرب تعبيرا عن مشاكسة الرياض للرباط على خلفية عدم انسياق القصر العلوي وراء السياسة العدوانية للسعودية إتجاه قطر.
و فور الإعلان عن هذه الخرجة الأميرية التي يريد من خلالها بن سلمان كسر جدار العزلة الذي أحاط به على خلفية تورّطه الواضح في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، تأسست جبهة تونسية رافضة لزيارة الأمير الدموي لبلد ثورة الياسمين، تقودها هيئة المحامين التونسيين للدفاع عن الحريات والتصدي للانحراف بالسلطة.
و تعتزم الهيئة التي تضم خمسين محاميا، و بتكليف من بعض الصحافيين والمدونين الوطنيين، تقديم شكوى قضائية لمنع هذه الزيارة، حسب بيان نشرته صبيحة اليوم.
و إذا كانت أصوات الرفض و الإشمئزاز قد تعالت تحت أسوار قصر قرطاج لمنع جزّار اسطمبول من مسح أرجله الملطّخة بدماء خاشقجي فوق ارض تونس، فالأمر ليس كذلك في الجزائر. ففي الأرض التي عرفت ويلات الإرهاب البشع الذي غذّته السعودية بإيديولوجيته الوهابية، يبقى الصمت المربك سيد الموقف باستثناء صرخات الرفض المطلقة في شبكات التواصل الإجتماعي التي تغرد بها مجموعات غير مؤسذسة قانونا. و نرجو أن لا يبقى كذلك. فالجزائر بكل جمعياتها المدنية و أحزابها السياسية و منظماتها المهنيّة و النقابية مدعوة إلى ضمّ صوتها لصوت نقيب الصحفيين التونسيين الذي قالها صراحة : ” القاتل بن سلمان لا أهلًا ولا سهلا بك”.
أمياس مدور