قيادة حزب جبهة التحرير الوطني التي حاولت فرض رئيس الدولة المنتهية ولايته و حياته لعهدة خامسة أصبحت اليوم تبحث عن مخرج لإنقاذ نفسها من الزوال.
المنسق الوطني، معاذ بوشارب، أحد الأبواق القوية لمشروع تجديد العهدة لبوتفليقة اجتمع مع قيادات أفلانية عدة يحثهم على التحرك من أجل إعادة حزب تآكلت قواعده النضالية و المنتخبة بسرعة. و طالب أمناء المحافظات و القسمات بفتح أبواب المقرات و منح بطاقة مناظل لكل من رغب في ذلك. و ذلك تحضيرا لمؤتمر الحزب المزمع تنظيمه أواخر أفريل أو بداية شهر ماي المقبل.
و حسب شهادة بعض الحاضرين، بدى بوشارب مصفر الوجه، خافت الصوت أمام هول الصدمة التي أحدثها الشعب بمعارضته الشديدة و طلبه المشروع في حل جبهة التحرير الوطني كحزب و جعله إرثا جماهريا كمنظمة وطنية رأت النور في 1954 و توقف وجودها كتنظيم ثوري في جويلية 1962. قبل أن يستولي أصحاب السلطة و الجاه على إسمها و تحويرها إلى وكر وطني للفساد و المحسوبية و التلاعب بمشاعر الشعب لتبرير تواجدهم في هرم السلطة و دواليبها.
وفاءا لعقلية النظام المنتهية صلاحيته و التي أتت به إلى سدة البرلمان بالسلاسل و الكادنات، بوشارب ما زال يحوم خارج السرب الجزائري. و إلّا ما فكر في محاولة بعث حزب أنهى الشعب تواجده في الساحة السياسية و قرأ لروحها ملايين الجزائريين فاتحة الوداع.
نبيلة براهم