انتشر في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك فيديو وصف بالشهادة المدوية تظهر شابا و عجوزا يقدمان أنفسهما على التوالي ابن و وزجة البطل علي لابوانت.
و يقول المتحدثان أن، عكس الرواية الرسمية المعروفة، أن علي لابوانت لم يستشهد رفقة حسيبة بن بوعلي و عمر الصغير في المخبأ الذي نسفه المضليون في القصبة. و أن علي لابوانت عاش إلى غاية الاستقلال. و تم سجنه في 1976 لخلافات حادة مع شريف مسعدية، مسؤول الأمانة الدائمة للأفلان، و تم الافراج عنه بتدخل من رئيس البرلمان رابح بطاط في 1983.
و يضيف الشاهدين أن علي لابوانت كان يخبئ أسلحة للعربي بن مهيدي في بيته و يستضيف عدة مرات حسيبة بن بوعلي و صاحبة لها. كما أن المضليون كانوا يداهمون البيت عدة مرات. و ان علي لابوانت تم ايقافه و تعذيبه مرات عديدة. و تمت محاكمته في قسنطينة و تم حكم السجن المؤبد في حقه و أودع حبس الكدية ثم حول إلى لامبيز بباتنة أين تم تهريبه من طرف مصطفى بن بولعيد.
و أثناء الشهادة، يكشف الشاب، ابن علي لابوانت المزعوم، مراسلات و صور يقول أنها من أرشيف وزارة الدفاع الفرنسية.
و كشف الشاب في شهادته أنه راسل بوتفليقة و أويحيى و وزير المجاهدين و ولد قابلية لفتح الملف رسميا و كشف الحقيقة، دون أي ردّ من قبل المعنيين.
ليس لدينا أي حكم مسبق حول صدق هذه الشهادة الحية. و لكن يتوجب على المؤرخين و أخصائيي الأرشيف و تاريخيي الحقبة كجميلة بوحيرد و جميلة بوباشا و سعد دحلب الذين ما زالوا أحياء رفع اللبس حالا لتتضح الرؤية.
صحيح أن الشهادة تحمل بعض العناصر المريبة التي تستحق التوضيح : يقول الشاهدين أن علي لابوانت يخبئ اسلحة بن مهيدي و يستضيف حسيبة بن بوعلي، و هذا معناه أن المعني يقيم بصفة دائمة في القصبة بالعاصمة. كيف يمكن تقبل أن يقبض عليه في العاصمة و يحاكم في قسنطينة و يسجن في الكدية ثم لامبيز بباتنة ؟ لم يسبق أن تم تحويل ثوري ألقي القبض عليه في العاصمة و حوّل إلى مقاطعة أخرى للحكم عليه. فأحمد زبانة من وهران و عيسات إدير من تيزي وزو ، على سبيل المثال، تم محاكمتهما بالعاصمة و سجنوا و أعدموا بسجن سركاجي. و لم يقل الشاهدان كيف كان مسار علي لابوانت الثوري مدة أكثر من ستة سنوات المتبقية من الثورة بعد تهريبه من سجن لامبيز، إذا افترضنا حسب الشهادة أن بن بولعيد ( الذي استشهد في مارس 1956 ) هو صاحب عملية التهريب. ثم لم يوضّح لماذا لم يظهر صوت لعلي لابوانت من 1962 إلى غاية اعتقاله في 1976 و هو يرى نفسه أيقونة بتاريخ مزيف في شاشات السينما ( فيلم معركة الجزائر ).
الفيديو يظهر الشاهد الرئيسي ( العجوز ) في سن جد متقدمة. و حالتها العقلية مرغوب في مراجعتها من قبل خبرة طبية حتى يتسنى اثبات قدرتها على التذكر السليم و اضفاء الشرعية الكاملة لأقوالها.
لا نحكم على الشهادة باي حال من الأحوال. و لكن خطورة الشهادة و حساسية الموضوع تستلزم التدقيق الكامل في كل محتويات الشهادة لأن التاريخ الوطني أمر جلل و مقدس لا يجب التهاون أو الاستخفاف في معالجته.
نبيلة براهم