معالم خطة العمل التي تبنتها هيئة الوساطة و الحوار ، بالتنسيق التام و الكامل مع السلطة الفعلية بالبلاد، بدأت تتجلّى للعيان. حسب الخطة المدروسة، يمر عمل الهيئة بثلاثة مراحل أساسية : تبدأ باستقبال وفود ولائية تحشدها السلطة الفعليّة تحت مسميّات ” نشطاء الحراك المحليين “، ” أبناء الحراك النوفمبري ” و ما شابه ذلك.
و يرى مراقبون أن معظم أعضاء الوفود الذين سيحجون بيت الهيئة ينتمون عضويا لأحزاب الموالاة و لجمعيات لها إرث نضالي كبير في فلك السلطة و لها تجربة سنوات في تنشيط زردات النظام.
في هذه المرحلة، يلعب الاعلام الثقيل المنحاز تماما لأطروحات السلطة دورا محوريا. بلاطوهات القنوات و ميكروفوناتها تكون موجّهة بتركيز مكثّف نحو تصريحات هذا الحشد الكبير الذي سيؤمّ أفواجا و فرادى إلى بيت الهيئة للمرافعة من أجل رئاسيات مستعجلة دون المرور بمرحلة انتقالية. و تقول مصادر عديدة أن أجهزة الدولة كثّفت من عملها من أجل حشد أكبر عدد ممكن من الشباب القابل لتقديم الخدمة في الولايات الشرقية و الجنوبية من البلاد.
في المرحلة الثانية يدخل في صف الاستعراض أحزاب محسوبة على التيار ين المحافظ و الاسلامي و بعض المنظمات و الهيئات الوطنية و الجمعيات قصد اعطاء زخم أكبر للمناورة و إعطاء صورة إجماع حول مشروع الرئاسيات. يُستثنى من هذه اللقاءات قيادات أحزاب التحالف الرئاسي السابق لاعطاء انطباع أن العمليّة جديّة و متطابقة مع روح الثورة الشعبية القائمة.
و يُختم المخطط بلمّ الجمع في ندوة وطنية قصد المصادقة على المشروع و إعطاء الضوء الأخضر للسلطة الفعلية لاستدعاء الهيئة الناخبة.
و تقول مصادر عدّة أن السلطة جهّزت كل الامكانيات البشرية لملأ كل الفروع المحليّة للجنة الوطنية لتنظيم الانتخابات بممثلي جمعيات و هيئات معتمدة قابلة لبيع الذمم مقابل الحصول على اعتمادات مالية و مساعدات لوجيستية لاحقا.
و ينتظر أن تقوم مراكز تشويش على الحراك الشعبي، ابتداءا من هذه الجمعة، بمحاولات اختراق المسيرات في شرق البلاد و جنوبه، بشعارات مثمّنة لقيادة الأركان و خيار الانتخابات الرئاسية. في بحر هذا الاسبوع، تمّ نشر العديد من الفيديوهات تكشف عمل ورشات اتصالية في هذه المناطق و هي تحضّر يافطات كبيرة تمجد قائد الأركان و تناشد بانتخابات رئاسيّة مستعجلة.
عبد الحميد لعايبي