التقت مئات النساء التقدّميات، سليلات شهيدات جيش التحرير، بزرالدة و عقدن العزم أن تحيا الجزائر بهن و في كنفهنّ. و لأوّل مرة منذ تدشينه، كانت تعاضديّة مواد البناء ، مقرّ المؤتمر، إسما على مسمّى. لأن النساء التقدّميات اللواتي أتين إلى ضفاف زرالدة من كلّ فجّ عميق ، و كلهنّ عزم و اصرار ، مواد بناء جزائر الغد. هنّ الإسمنت الحقيقي الذي به تُرفع أعمدة جمهورية الحريّة و المساواة. تلك الجمهورية التقدّميّة التي حلمت بها فاطمة برحايل ، زيزة مسّيكة و مريم بوعتورة في الأوراس نمامشة. تلك الجمهورية الحرّة التي ضحّت من أجلها سامية كراقل، مليكة خرشي، فطيمة بن سمرة، حورية مصطفاي، خضرة بن لامي و عيشة قنيفي في أعالي سكيكة و جيجل. تلك الجمهورية الديمقراطية التي أفدت من أجلها ما لديها من مال و روح مليكة قايد، و نفيسة حمود، و الكابتان طاوس، و ريموند بيشار في جبال البابور و جرجرة. تلك الجمهورية العادلة التي من أجلها غامرت بنفسها جميلة بوباشة، جميلة بوعزة، جميلة بوحيرد، و حسيبة بن بوعلي، و لويزة إغيل لحريز في أزقة القصبة و شوارع العاصمة. تلك الجمهورية الإجتماعية التي من أجلها استشهدت مسعودة باج، فاطمة باج، نسيبة مالكي و زوليخة أوداي في جبال الونشريس و الظهرة. تلك الجمهورية الجزائرية التي سقطت من أجلها الهوارية بن سليمان، و سعدية بن سليمان، و زبيدة صوفي في وهران.
لتحقيق هذا الحلم الثوري و التاريخي ، لمّ التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية شمل النساء التقدّميات للنقاش و الحوار و التعبير عن الرأي و طرح القضايا. فكان لهن ما أردن. و وضعن أسس تنظيم نسوي وطني يسيّره مكتب وطني عيّن على رأسه الأستاذة حياة محند قاسي. تنظيم تنتظره طريق محفوفة بالصعوبات و التحديّات. و لكن النساء التقدميات، سليلات شهيدات الأمس، مؤمنات أنه إذا أردن الحياة و الحريّة و المساواة، فلابد للقيد أن ينكسر.
أمياس مدور