في كل مقام حجة دامغة أن لا شيئ تغيّر في جوهر النظام القائم منذ فجر الاستقلال المغتصب، و العازم على البقاء على أطلال أحلام الشعب المحطمة إلى يوم يُبعثون.
إشارة بقاء حليمة على عادتها القديمة أتتنا هذه الأيام الجارية بمناسبة اجتياز ابنائنا لشهادة البكالوريا. إذ لم تجد السلطة وسيلة لتجنب ظاهرة الغش سوى قطع الانترنت خمسة أيام تباعا.
كان بإمكان الوزارة تجنب حرمان المجتمع من شبكة التواصل الافتراضي بتسخير وسائل التشويش على الذبذبات في مراكز الامتحان و محيطها. وهو المعمول به في كل بلدان العالم التي بلغت فيها الظاهرة الشائبة درجات كبرى كما هو الحال في بلدنا الجريح. ولكن السلطة لم تفعل، واختارت استدعاء القرارات و الحلول المفلسة التي أتت بها هدى فرعون ونورية بن غبريط، الوزير تين السابقتين في حكم المخلوع، وطبقت القرار المجحف بلا مجهود في إيجاد حل أمثل. ما معناه ان اشخاص رحلت وحلولهم باقية في الادراج يستخرجها الوافدون، كلما أتت مناسبة، كعربون وفاء لما سبق .
بلا منطق، السلطة تغلق الانترنت أياما متتالية على المستثمرين، والتجار والمتعاملين بسبب امتحان، في وقت تصدح فيه بالزامية المرور إلى الرقمنة في التعاملات التجارية واجبارية الدفع الاكتروني ابتداءً من نهاية العام الجاري.
ولا عجب في هذا. إنها سلطة التناقضات والخطابات المزدوجة. ولا عجب أيضا إن ريتموها تصدع رؤوسنا خلال الأسابيع القادمة حول الحريات الفردية و الجماعية والديمقراطية التي يضمنها الدستور الجديد، في وقت يقبع فيه عشرات الشباب و الصحفيين في السجون بسبب رأي طرحوه بسلمية وعمل صحفي قاموا به بكل احترافية.
انها الجزائر القديمة، ولا شيئ تغيّر فيها. و كما قال أحد النشطاء : حاجة ما تبدلت يا حوحو. راح المخلوع، اوجا المخلوع في روحو.
امياس مدور