ملايين من الشباب و الشيوخ، و الرجال و النساء، نزلوا اليو م إلى شوارع المدن الجزائرية ليقولوها صراحة و بلا مراوغة : ارحلوا. انتهت عهدتكم يا فاسدين.
مئات الآلاف من المواطنين ، في كل مدينة، زحفت كالسيل العارم بلا عنف و لا كلام فاحش، و كلّها هتافات ضد النظام و رموزه . إنها الحضارة و روح المسؤولية يا عالم.
نزل البطال و العامل، و ربة البيت و الطالبة، الفلاح و موضف الإدارة، اسعد ربراب المستثمر و جميلة بوحيرد المجاهدة و سعيد سعدي المناضل. نزل الوالد و ولده، الأخ و جاره. نزلت الجزائر بكل ما تملك من نفس ، لتقول كفى. بربكم كفى. باسم الشهداء كفى. كفى نزيفا، كفى فسادا، كفى جبروتا.
يعجز القلم أن يكتب اليوم شيئا أمام هذا المشهد العظيم. و أي قلم أو لسان يستطيع أن يجد كلمات تحصر ما نعيش من لحظات تاريخية، خرجت فيه الجزائر، كل الجزائر، لتقول و تصرخ : ” عطشت الحرية “.
نبيلة براهم