إنّه الهبل. متديّنون إسلامويون فعلوا ، و ككلّ مرّة ، ما لا يرضاه العقل و لا المنطق و لا شرع الرحمان.
في باكستان، تكاد أرصفة المدن الغارقة في غبارها و فقرها تنفجر من عدد المتسولّين . و بطون الجياع فيها تملأ الدنيا أنينا، و المتطرّفون الدينيون صمّ بكم عمي لا يعقلون. و لكن عندما ألغت المحكمة العليا في إسلام أباد إدانة المسيحية آسيا بيبي المدانة بتهمة التجديف، نفخوا في الصور و أشعلوا نيران جهنم في كلّ باكستان.
و في الأردن، أختطف الكاتب يونس قنديل، أمين عام منظمة “مؤمنون بلا حدود” ، و عذّب أشد العذاب. وجدته قوات الأمن و قد أحرق لسانه الناطق بالحق و كسّر إصبعه الكاتب للعلوم و طبع على ظهره بسكّين حادة عبارة ” إسلام بلا حدود”.
و في الجزائر، وصل طبيب عام بسطيف حدود الموت. لأنه تجرّأ فتح باب قاعة فحص يكشف فيها عن مريضة متجلببة، أتته قارورة مملوءة بالدواء على الرأس و ركلات و لطمات، أردته فاقد الوعي. الجاني سلفي أعطى لنفسه حق قيام الحدّ في أيّ كان و في أيّ مكان كان و عن أيّ كان.
إن داعش العسكري متمركز في سوريا و العراق و منطقة الساحل. و لكن داعش الفكري متموقع في كلّ زقة و في كل رواق. و الحلّ ، محاربته ، زنقة زنقة ،بالعلم و اليقضة
أمياس مدور