رغم التحول الهائل الذي أحدثه ولوج تقنيات الإعلام و الإتصال الحديثة في حياة الجزائريين و تحول العالم إلى قرية صغيرة تمكّن مواطنا في تمنراست أن يستيقض لصلاة الفجر إن صاح ديك على سطح بيت في الأربعاء ناث إيراثن، تجد قنوات الإعلام المواليّة لعصبة الأوليغارشية الحاكمة ما زالت تمارس ” طقوس عام مقيوس” لتغليط الشعب.
و لم يجد اليوم موقع ” الجزائر 1 ” ، البوق المخروم الموالي للنظام، سوى صب سمّه على منطقة القبائل التي بقيّت عصيّة بنظالها و قناعاتها السياسية الوطنية في وجه محاولات تدجينها و إدخالها بيت الطاعة.
فعبر مقال بعنوان ” حركات صهيونية وراء مسيرة 22فيفري في شوارع الجزائر “، قدّم محرّر موقع ” الجزائر 1″ معلومات كاذبة و مغرضة ، و هو العاجز حتى على الدراية بما يحصل في بيته، مفادها أن منطقة القبائل حرّكت شباب خراطة ضد العهدة الخامسة في إطار مخطط شامل رسمه الموصاد الإسرائيلي لضرب و زعزعة استقرار الجزائر.
و أضاف المحرّر كاتبا، تحت إملاء أولياء أمره المرعوبين من الحراك الشعبي الرافض لنظامهم الفاسد، أن إسرائيل، و بعدما فشلت في إنجاح مخطّطها في منطقة الميزاب، كوّنت في أوروبا نشطاء أمازيغ لإحداث ” ربيع عبري” في منطقة القبائل.
لا حاجة للمواطن الفطن أن يكون سياسيا محنكا ليفهم أن محرّرو الموقع الموالي لبوتفليقة ، و بإيعاز من أسيادهم، يطمحون أن يزرعوا الشك بين الجزائريين و إحداث فتنة بين المناطق لضرب حركة توحيد الصفوف ضد التسلط. و نسيّ هؤلاء أن ” سياسة فرّق تسد ” ، التي طالما استعملها النظام و اقتات بها و على حساب الجزائريين، لم تعد تجدي في شئ.
و لو ركّز فقط محرّر موقع ” الفتنة 1 ” على تبركات شباب كل المدن الجزائرية بالهبة الوطنية التي سجلتها خراطة القبائلية الجزائرية ، لفهم أن جدار الجهوية الضيقة قد راب. و أن الجزائريين من تبسة إلى مغنية، و من أزفون إلى برج باجي مختار اكتشفوا موطن الألم و شخّصوه و ووجدوا دواءهم في وحدتهم ضد الفساد و التسلط و التعنتر و الاستفزاز.
فكلامكم مجرّد نباح وراء قافلة تحرّرية تسير بعزم نحو التجديد الوطني.
أمياس مدور