على خطى لأرسدي، جبهة القوى الاشتراكية تطلق النار على السلطة و تتهمها بالعجز التام و الارتباك في تسيير الوضع الصحي الذي تمر به البلاد ، خاصة فيما يخص بتوفير مادة الأكسجين الصحي الحيوية على مستوى المستشفيات. و طالبتها بتحمل مسؤولياتها كاملة.
أكدت جبهة القوى الاشتراكية في بيان لها ، اليوم السبت، إنها تتابع بقلق بالغ، تدهور الوضعية الوبائية بالبلاد خلال الأسبوعين الأخيرين، و التي عرفت تزايدا كبيرا في عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19 و ارتفاعا مخيفا لعدد الوفيات ؛ وقالت إنه من غير المقبول أن يموت المرضى في المستشفيات بسبب نفاذ و ندرة الأكسجين.
و أشار حزب الأفافاس الى إنعدام أي مخطط استباقي لمواجهة مثل هكذا أزمات ، “رغم أن جائحة كورونا عمرت بيننا أزيد من عام من الزمن”، و هو ما أدى “إلى تدهور الأوضاع و خروج الأمور عن السيطرة في كثير من المناطق و المستشفيات”حسب نص البيان.
و طالب حزب جبهة القوى الاشتراكية السلطات بتحمل مسؤولياتها كاملة و اللجوء لمخطط إستعجالي لتوفير و توزيع مادة الأكسيجين الصحي وتوفير الإمكانيات الضرورية للانعاش والتكفل بالاعداد المتزايدة للمرضى، مع ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الضرورية للحد من إنتشار هذا الوباء والوقاية منه، مع ضرورة إجراء تحقيق معمق حول أسباب ندرة هذه المادة الحيوية و كذا التماطل في توزيعها على المراكز الاستشفائية.
و سبق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يقوده محسن بلعباس، ان اتهم الحكومة بالتسبب في أزمة الأكسجين الصناعي نتيجة لافتقاد أي قدرة على التنبؤ ولتفكيك النسيج الصناعي الذي تم تسليمه إلى مافيا سياسية مالية ترعرعت في محيط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.ويرى الحزب أن مواقف السلطة المرتجلة وقصورها في مواجهة الخطر في أوج الأزمة هي على النقيض تماماً من المبادرات المحلية لاقتناء المعدات وفرض حجر أكثر تشددا و اللتي استطاعت أن تعيد الأمل في نفوس للسكان .
وقد ذكر الأرسيدي في بيان له ، أمس الجمعة، برفضه سنة 2018 للعقد بالتراضي المبرم بين شركة سونطراك وشركة Air Products الأمريكية، على حساب عرض قدمّته الشركة الرائدة عالميا في مجال الغازات الصناعية (ميسر، ألمانيا) لبناء وحدتين صناعيتين (49/51) ووصفه للخطوة آنذاك بأنها تنازلات المقدّمة للقوى الأجنبية والتي تضخمت عشية التمديد لعهدة خامسة”.
من جهة أخرى , يرى حزب العمال أن “الوضع الصحي المأساوي الحالي يعود لوجود سياسة تنصل الدولة تدريجيا عن مهامها لتقليص النفقات”. و لانعدام الرؤية الاستباقية والاستشرافية لدى السلطات العمومية حيث “لم تستخلص الدروس من الموجة الاولى ولا الثانية فلم تسطر الخطط اللازمة لمواجهة الظروف الطارئة”.
و أكد حزب العمال في بيانه أنه يضم صوته لصوت الخبراء والمسؤولين المطالبين بالإعلان عن حالة طوارئ صحية من أجل تسخير كل الوسائل المالية العمومية والبشرية والمادية لمواجهة النكبة، و قد إقترح جملة من الإجراءات التي تتطلبها المرحلة . معتبرا أن “الحفاظ على صحة المواطنين والمواطنات والوقاية من الاوبئة والأمراض، من مسؤولية الدولة حصريا وعليه لا يمكن تقديم الإجراءات التي تتخذها السلطة للتصدي للوباء على انها مجهودات بل هي واجبات”.
قال حزب السيدة لويزة. حنون :” في الواقع يطرح العجز القاتل في الأكسجين ضرورة تصويب قرارات إجرامية تم إتخاذها في بداية الألفية الثانية في إطار سياسة الخوصصة وترخيص القطاع العمومي بدءا بفتح رأسمال شركة ENGI بنسبة 66 % مما حوّل الإكتفاء الذاتي في الغازات الصناعية ومنها الأكسجين إلى تبعية وجعل الدولة عاجزة”
مهني عبدالمجيد