لا تزال الآراء متضاربة حول دوافع الاستقالة المفاجئة التي أعلن عنها يوم الأربعاء جمال ولد عباس. ففيما تقول الرواية الرسمية أن ولد عباس استقال بسبب “متاعب صحية تتطلب منه إجازة طويلة”، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، تتجه بعض التحاليل إلى الأخذ بالرأي القائل بأنه أرغم على الاستقالة من مصبه، في سياق الأحداث المتسلسلة التي هزت أركان الحزب في الاشهر الأخيرة، بداية من أزمة البرلمان وصولا إلى التحركات العشوائية التي قادها حزب الأغلبية لتشكيل تحالف للأحزاب المساندة لترشيح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة. وآخرها كانت المبادرة غير المحسوبة التي أقدم عليها ولد عباس بالإعلان عن ترشيح رئيس الدولة للانتخابات الرئاسية المقبلة، دون تنسيق مسبق مع الرئاسة، مما ألزم هذه الأخيرة بعدم الاعتراف بهذا الإعلان.
وتتوقع مصادر بأن من سيخلف جمال ولد عباس في الأمانة العامة للحزب سيكون “شخصية قوية”، ربما للتعويض عن الشخصية المهزوزة التي ميزّت الأمين العام المستقيل. ولا يستبعد بعض المراقبين عودة الشخصيات القيايدية القديمة في الحزب على غرار الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، الذي ظل يتحيّن الفرصة منذ إبعاده عام 2013.
وفي انتظار انعقاد مؤتمر استثنائي لانتخاب أمين عام جديد، وتحديد موعد انعقاده، عيّن معاذ بوشارب، رئيس المجلس الشعبي الوطني الجديد، على رأس قيادة جماعية تتولى إدارة شئون الحزب.
هواري العربي