من أجل الوطن، إرفع الراية البيضاء يا صاحب القرار

خطاب عبد القادر بن صالح دليل قاطع على تخبّط النظام و نفاذ الحلول التي تضمن بقاءه و لو إلى حين. و إلّا ما أعاد اجترار خيار الرئاسيات في وقت رفضها الحراك الشعبي برمّته و بلا أدنى احتمال الرجوع إلى الوراء. بن صالح الذي قرأ الخطاب و قايد صالح الذي مرّره له تحت الباب يعلمان أن قرار رفض الرئاسيات قرار ثوري لا رجعة فيه و لكن من لاحلّ بين يديه يدور حول الحلقة المفرغة مع أمل حدوث معجزة.

إنّ النظام أمام خيارين لا ثالث لهما : تمرير رئيس منتخب بقوّة التزوير المألوفة مع تحمّل المسؤولية الكاملة عن ما ينجرّ منها من تبعات مرعبة أو الإنخراط الفعلي في الحراك و فتح أبواب المرحلة الانتقاليّة بالشّكل و المضمون اللذان يحدّدهما الحراك و المعارضة السياسيّة.

إن برمجة تدخّل رئيس الدولة تزامنا مع إلقاء القبض على مسؤولي جهاز المخابرات و شقيق الرئيس المخلوع لدعوة الطبقة السياسية و المجتمع الفاعل في العملية الانتخابية تحمل في طياتها باخور المراوغة الدنيئة و الخبيثة. ضنّت قيادة أركان الجيش الساعيّة إلى إنقاذ النظام من الزوال أن بمقدورها شراء الهدنة و إدخال الشعب إلى بيت الطاعة بإعلانات صاخبة.

إن تتابع ردّات الفعل السياسية و الشعبية الرافضة جملة و تفصيلا لمضمون خطاب بن صالح و المؤكّدة على ثبات مطلب رحيل كل رموز النظام دليل قاطع على سوء تقدير القيادة العسكريّة لدرجة تجذر الثورة في الشارع الجزائري و مدى تعطّش الشعب للحريّة و التحرّر من سلاسل نظام لم يعد له وجود في وجدان الأمّة.

لقد حان رفع الراية البيضاء أمام إرادة الشعب . و جيش ينحني امام شعبه ليس استسلاما و لا خسارة معركة. بل هو انصهار في كتلة الوطن و وصول إلى قمّة الوطنيّة.

نبيلة براهم