أمواج بشرية هائلة ارتمت ، اليوم الثلاثاء 16 فيفري ، في أحضان شوارع مدينة خراطة التاريخية، لتؤكد وفاءها للصيحة الثورية الأولى التي نطقت بها في فيفري 2019 والمطالبة برحيل النظام والذهاب إلى مرحلة انتقالية مؤسسة لدولة القانون والحريات.
بصوت واحد، حر وثابت، رفع الجزائريون والجزائريات شعارات مناهضة للنظام القائم، رافضة لشرعيته ومنددة بخريطة طريقه الرامية إلى اخماد شعلة الأمل في غد أفضل للجميع.
من كل ربوع الوطن ومن كل فج عميق، توجه أحرار الوطن وحرائره إلى خراطة، قبلة الثوار ومعقل المقاومة ورمز التضحيات ومعلم النضالات من أجل الكرامة والعزة والحريات. وفي مقام واحد، التقى شباب تلمسان، وعنابة وجيجل وسطيف وتيزي وزو و البليدة وهران والبويرة وغيرها، ليذكّروا العالم أن الشعب الجزائري على درب التحرير سائر وعلى عهد إنجاح الثورة الشعبية السلمية باق.
في مدينة خراطة التقت الرموز النضالية الوطنية المخلصة والوفية لمطالب الشعب من قامات رئيس الإرسيدي محسن بلعباس، و رئيسة الاتحاد من أجل التغيير والرقي زبيدة عسول، ومنسق الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي كريم طابو، والمنسق الوطني للأمدياس فتحي غراس، والمحامي المحنك مصطفى بوشاشي، والجامعي الملتزم فضيل بومالة وغيرهم كثر. معالم نضالية كبيرة فرضت وجودها في جزائر النضال والكفاح من أجل التغيير الجذري للنظام، اتجهت إلى قلعة خراطة العصية لتكشف للعام والخاص خيارها في السير بأقدام حافية على شوك النضال على أن تمشي بحذاء القنوع والخضوع على قاطفة بساط الخيانة.
المسيرة المليونية التي عاشتها وما زالت للحظة نشر هذا المقال ، مدينة خراطة رسالة قوية مفادها أن الأزمة السياسية ما زالت قائمة وأن المسائل الجوهرية التي طرحتها الثورة تراود مكانها وأن مناورات النظام البائسة ذهبت في مهب الريح، وأن الوقت قد حان للرجوع إلى اصول الأمور للسماح للجزائر بركوب قطار التحول التاريخي المنشود ومنح الأجيال القادمة تأشيرة الوصول إلى ركب الدول المتطورة والحامية لحقوق مواطنيها.
عبد الحميد لعايبي