أجمع المراقبون على أن المسيرة التضامنية الثانية مع المدون مرزوق تواتي التي احتضنتها يوم الاثنين مدينة بجاية تمثل منعطفا هاما في الحراك السياسي محليا وحتى وطنيا، من حيث أنها استطاعت أن تستقطب جمهورا واسعا مصصم على التعبير عن مطالبه بطرق سلمية وحضارية، مثلما تشكل رسالة أمل لكافة القوى السياسية والمدنية المدافعة عن التغيير الديمقراطي في البلد.
انطلقت المسيرة في حدود الحادية عشر صباحا من ساحة دار الثقافة طاوس عمروش، بمشاركة آلاف من المواطنين، وبحضور متميز لوالدة المدون المسجون مرزوق تواتي وعدد من نشطاء المجتمع المدني. وكان أهم ما ميز المسيرة منذ انطلاقها، جريانها في جو سلمي لم تشوبه أية مواجهات مع قوات الأمن التي آثرت هذه المرة أن تبقى بعيدة عن مسرح الأحداث، ولو أنها كانت منتشرة بالزي المدني. وبذلك تم تفادي سيناريو 20 نوفمبر الماضي، حيث أدى قمع المسيرة واعتقال مئات من المتظاهرين إلى حالة من الاحتقان كان من الممكن أن تسبب في انزلاقات قد لا تحمد عقباها.
وكان مسيرة اليوم حافلة بمشاهد إنسانية وعاطفية قوية، أثناء ظهور والدة المدون المعتقل، وكانت جد متأثرة بمظاهر التضامن التعاطف التي أحيطت بها، وازدادت حساسية الموقف حينما تناولت الكلمة في التجمع الكبير الذي ختم المسيرة في ساحة سعيد مقبل وسط المدينة، وقالت: “إن ابني إنسان عاقل، بدليل أنكم هنا اليوم..”
هـ.ـ ع.