مسيرات ضخمة في كل المدن : الشهيد عبان رمضان يثأر من أعداء الدولة المدنية

إن كان الأربعاء الماضي يوم جنازة رئيس الأركان أحمدقايد صالح، فإن الجمعة ال45 هي لحظة دفن مشروعه الذي خطّط له و سهر عليه. جماهير شعبية لا تُحصى و لا تُعد، غصّت بها شوارع و ساحات المدن الجزائرية في مسيرات تاريخية تمّ تنظيمها على شرف مهندس الثورة الجزائرية عبان رمضان. مسيرات تنادي بالدولة المدنية.

 

الجادّات الكبرى للعاصمة و ساحاتها لم تكن متسعة لتحوي السيول البشرية التي تدفّقت عليها من الأحياء و البنايات رغم غلق كل النوافذ الطرقية بوحدات من الدرك الوطني. و تصاعدت فيها الشعارات السياسية القوية المنادية بأولوية المدني على العسكري. و نال فيها رئيس الدولة الذي نصبته قيادة الجيش على هرم السلطة نصيبه من الهتافات الطاعنة في شرعيته. كما طالب المتظاهرون بصوت واحد من الجنرالات العدول عن حشر أنفسها في السياسة و التزام الحياد أو الرحيل و تحرير مراكز القرار السياسي.

L’image contient peut-être : une personne ou plus, foule et plein air

و عرفت المدن الجزائرية الأخرى نفس الزخم الثوري مما يؤشر إلى افلاس مشروع اعادة بعث النظام البائس الذي سخّرت له السلطة الفعلية كل الوسائل الاعلامية و الأمنية و القضائية. و تميّزت المسيرات بحظور مكثف لصور مهندس الثورة عبان رمضان كإشارة واضحة إلى تمسك الشعب الجزائري بخيار إقامة الدولة المدنية كمشروع سياسي و اجتماعي غير قابل للتفاوض.

نبيلة براهم