سيول بشرية جارفة ملأت، اليوم الجمعة رقم 107 من عمر ثورة فيفري، شوارع معظم المدن الجزائرية للتنديد بحكم عبد المجيد تبون وكل دوائر القرار السياسي الوطني القائمة حاليا.
بشعار” تبون مزور، جابوه العسكر“ الذي ردده الجزائريون بزخم، ظهر للعيان داخليا وخارجيا أن الشعب الجزائري يرفض شرعية رئاسة تبون ويطالب برحيله والشروع في مرحلة انتقالية تؤسس لدولة مدنية متحررة من تدخلات السلطات العسكرية التي من واجبها الدستوري حصر عملها في الذود عن البلاد والسهر على أمن البلاد والعباد.
في كل ربوع الوطن، توحدت الشعارات حول مبدأ قيام الدولة المدنية التي تضمن الحقوق لجميع الجزائريين بعيدا عن سياسات الاقصاء المبنية على الاعتبار ات الجهوية والعرقية والايديولوجية، وتكرس مبدأ تداول السلطة بالطرق الديمقراطية المتعارف عليها عالميا وتضمن حقوق المعارضة السياسية والاعلامية، و تجعل استقلالية القضاء مبدءا واقعا لا رجعة فيه.
جمعة اليوم وشعاراتها القوية دحضت بصفة نهائية افتراءات النظام القائلة بأن المسيرات تطالب باستكمال الإصلاحات. وأن المسيرات ثورة شعبية عميقة تهدف الى التغيير الجذري للنظام ورحيل ما تبقى من نظام فاسد، فاشل وتجاوزه الزمن ولفضه التاريخ.
عبد الحميد لعايبي