محسن بلعباس يمطر دعوة قايد صالح للحوار وابلا من الانتقادات اللّاذعة

أحدث خطاب قايد صالح الذي ألقاه هذا الثلاثاء من تمنراست ردّة فعل عنيفة من قبل رئيس الإرسيدي. إذ اعتبر محسن بلعباس  تعنت رئيس الأركان في الذهاب إلى رئاسيات دون المرور بفترة انتقالية تاسيسية يرمي إلى « مصادرة ثورة الشعب لفرض رجال جدد لسلطة الأمر الواقع » و السطو على التعبئة الشعبية وعلى سيادة الشعب الثائر . و دعا مسؤول الإرسيدي إلى التنديد بهكذا تصرّف و إيقافه. 

و قال محسن بلعباس أن « زمن معالجة الأزمة عن طريق الدستور قد ولّى. كل الحيل والخدع الخارجة من مخابر سلطة الأمر الواقع لا يمكن أن تنطلي على أحد. من كثرة الالتفافات والمناورات، وجد أصحاب القرار الرسميون أنفسهم أمام الأمر طريق مسدود ». و اعتبر أن « وحدهم الأشخاص الذين استولوا على مراكز القرار خلال الشهرين الماضيين وأصروا على فرض أجندة دون استشارة ولا رؤية سيتحملون مسؤولية الانسداد ».

و قال محسن بلعباس، مخاطبا الفريق قايد صالح، « ليس الوقت مناسباً لتريحوا ضميركم بإلقاء المسؤولية على الجهات الأخرى، ولاسيما على المعارضة. فبعد فشل محاولتكم للظهور بمظهر المنقذ، تدعون الآن إلى حوار المغفلين. وبعد أن أعماكم انشغالكم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من نظامكم، لا تزالون في مؤخرة الصفوف ولا تتهيئون أبداً للضربة الموالية ».

و شرح رئيس الإرسيدي نظرته للحوار الجاد قائلا : «نحن نريد حوارًا حقيقيًا ونزيهاً ومثمرًا. نعم، نريد حوارًا مفتوحًا ومثمرًا حول المشكلات الأساسية التي أعاقت مسيرة بلدنا وحول سبل الخروج من الأزمات الدورية التي يمر بها بلدنا منذ 1962. لكننا لا نريد الخروج من مرحلة حساسة ومعقدة، بقدر ما نريد أن نجعل من هذه المرحلة الثورية بوابة دخول إلى جزائر الحرية والتقدم. وهنا تكمن الاختلافات بيننا في الرؤى وفي الطرح! ».

نبيلة براهم

 

النص الكامل لتعليق رئيس الإرسيدي على خطاب رئيس أركان الجيش

إن زمن معالجة الأزمة عن طريق الدستور قد ولّى. كل الحيل والخدع الخارجة من مخابر سلطة الأمر الواقع لا يمكن أن تنطلي على أحد. من كثرة الالتفافات والمناورات، وجد أصحاب القرار الرسميون أنفسهم أمام الأمر طريق مسدود. إخفاقاتهم المتكررة لا ينبغي أن ننسبها لأي مؤسسة كمؤسسة. وحدهم الأشخاص الذين استولوا على مراكز القرار خلال الشهرين الماضيين وأصروا على فرض أجندة دون استشارة ولا رؤية سيتحملون مسؤولية الانسداد.

من ناحية أخرى، يجب إدانة ووقف تعنت قائد أركان الجيش للذهاب إلى الانتخابات الرئاسية دون المرور بفترة انتقالية تأسيسية. لأن لا غاية له سوى مصادرة ثورة الشعب لفرض رجال جدد لسلطة الأمر الواقع.

إن الحوار وسيلة حضارية لطالما دعت إليه المعارضة وتمنت الوصول إليه. يبقى أنه لا يحق لقايد صالح أن يحدد شروط الحوار. فالاستبعاد المسبق والجازم لأي فكرة انتقال تطوي صفحة الاستبداد يعتبر سطواً على التعبئة الشعبية وعلى سيادة الشعب الثائر. وإن الغياب الصارخ للرؤية ولبعد النظر عند نائب وزير الدفاع المعين من قبل الرئيس المخلوع أصبح عاملاً يزيد في تعطيل الحلول الكفيلة بإنهاء الأزمة.

ليس الوقت مناسباً لتريحوا ضميركم بإلقاء المسؤولية على الجهات الأخرى، ولاسيما على المعارضة. فبعد فشل محاولتكم للظهور بمظهر المنقذ، تدعون الآن إلى حوار المغفلين. وبعد أن أعماكم انشغالكم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من نظامكم، لا تزالون في مؤخرة الصفوف ولا تتهيئون أبداً للضربة الموالية.
من جانبنا، فنحن نريد حوارًا حقيقيًا ونزيهاً ومثمرًا. نعم، نريد حوارًا مفتوحًا ومثمرًا حول المشكلات الأساسية التي أعاقت مسيرة بلدنا وحول سبل الخروج من الأزمات الدورية التي يمر بها بلدنا منذ 1962.

لكننا لا نريد الخروج من مرحلة حساسة ومعقدة، بقدر ما نريد أن نجعل من هذه المرحلة الثورية بوابة دخول إلى جزائر الحرية والتقدم. وهنا تكمن الاختلافات بيننا في الرؤى وفي الطرح!