يوم الأربعاء هذا يوم عسير سياسيا على قائد الأركان أحد قايد صالح. رسالة سياسية جريئة نشرها رئيس الإرسيدي، محسن بلعباس، نسفت مضمون خطاب مسؤول العسكر نسفا.
رئيس الإرسيدي، محسن بلعباس، و بكلمات مباشرة و قاسية، وضع كل الحقائق المرّة في حجر رئيس أركان الجيش الذي بلغ من العمر عتيّا.فأتى القصف السياسي لمحسن بلعباس لقائد الأركان على شكل دفعات متتاليّة و كأنّه يريدها نازلات ماحقات. فبدأ خطابه المباشر و بلا وسيط : « تطلبون من الحراك أن يعيّن ممثلين حقيقيين للحوار. لكن مع من؟ ماذا يمثل الذين يقودون البلاد اليوم؟ لقد تم تعيينكم بقرار من رئيس الدولة المخلوع كنائب لوزير الدفاع وقائد أركان الجيش. مثلما تم تعيين رئيس الدولة المؤقت من قبل رئيس الدولة المخلوع كعضو من الثلث الرئاسي في مجلس الأمة ثم رئيسًا لمجلس الأمة. بالإضافة إلى ذلك، إن الأغلبية البرلمانية منبثقة من تزوير انتخابي تم تحت إشراف الوزير الأول الحالي. المفروض أن السلطة التي تحظى بموافقة الحراك وحدها فقط هي التي لديها بالشرعية لقيادة البلاد إلى رحاب دولة القانون ».
و أردف قائلا : « وصفتم مطالب الحراك بغير المعقولة، وتعمدتم إحداث اللبس في الفهم بالإيهام بأن المطالبة برحيل الجميع يخص كل إطارات الدولة خلافاً لما يطالب به الحراك فعلاً، ألا وهو رحيل جميع وجوه السلطة التنفيذية وأجهزة السلطة (المجلس الدستوري…). مع أنكم تعلمون أن إطارات الدولة الفعليين هم أصلاً مهمشين من قبل سلطة الرئيس المخلوع. فلم تجدوا سوى أن تلقوا مواعظ حول ” الغياب الملحوظ للشخصيات الوطنية والنخب والكفاءات الوطنية أمام ما تعيشه البلاد من أحداث وتطورات متسارعة تستوجب تقديم اقتراحات بناءة من شأنها التقريب بين وجهات النظر المختلفة”. لكن النظام الذي تمثلونه اليوم هو الذي أذّل النخب والكفاءات وهجّر بعضها خارج الوطن ».
و تابع منشوره الناري بفضح أكذوبة أرادها رئيس الأركان علامة عفّة لنظامه المتآكل، فكتب : « تظاهرتم بالتحذير من التأثيرات الوخيمة على الجانب الاقتصادي والاجتماعي للبلاد لاسيما في مجال الاستثمارات والحفاظ على مناصب الشغل وعلى القدرة الشرائية للمواطنين”. نسيتم أن الظلم والتحامل على المتعاملين الاقتصاديين هما اللذان أفقدا الثقة في المستثمرين المحليين والأجانب في اقتصادنا وحوّلا بنوكنا إلى خزائن لأذناب النظام الذي تريدون إحياءه اليوم ».
لم يكن بمقدور رئيس الإرسيدي، محسن بلعباس، الذي رافق كل جمعات الحراك في شوارع العاصمة ، أن ينهي خطابه لرئيس الأركان دون إيصال رسالة الشعب القويّة بصراحة و جرأة، و دون لفّ و لا دوران. فوضع للقايد صالح كلمات موزونة و لم يطفّف في الميزان. فقال له : « تريدون رد الاعتبار للكفاءة وأن تعيدوا للنخبة مكانتها؟ تريدون إعادة الثقة في الاقتصاد الوطني؟ هل تريدون تقديم خدمة أخيرة للجيش الوطني وللجزائر؟ إذن تقدّموا بطلب للتقاعد، أنتم وكل من بلغ مثلكم من السن عتياً وهرم في مناصب قيادية ومراكز اتخاذ القرار السياسي. لأنكم تعرفون ذلك بالتأكيد، أن هناك إطارات عسكرية وسياسية نزيهة وكفؤة في الجيل الذي همشتموه وأقصيتموه دومًا. دعوهم يأخذون زمام الأمور بأيديهم وسترون ما يساويه الجزائري حقًا ».
الكلام قصف من العيار الثقيل يصعب لأقدم عسكري في العالم تحت الخدمة تجاهله.
أمياس مدّور