محسن بلعباس : ” يستحيل إنقاذ النظام والجزائر معاً “

في كلمة افتتاحية ألقاها أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب المجتمعين في دورتهم العادية الثالثة، أكّد رئيس الإرسيدي ، محسن بلعباس، أن” الأولويّة الوطنية لسيت في الإختيار بين التجديد لرئيس مُقعد وتعيين عرّاب آخر يتمتع بصحة جيدة لإدارة التوازنات بين مختلف الزمر الحاكمة أو خلق توازنات جديدة على مقاسه أو على مقاس الجماعة الأقوى”.

و سطّر محسن بلعباس بالخط العريض انّ ” الأرسيدي الوفي لمبادئه لن يكف عن قول الحقيقة والتعبير عن مطلب وطني أساسي، وهو أن نظام التعيين والتزوير ليس فقط حتفا للديمقراطية، بل هو نظام الإقصاء والتقسيم. لأنه يحمل بذور اللااستقرار والفتنة في جوهره. لهذا لا يمكن لحزبنا أن يسير على نهج يمكن أن يمسّ بوحدة شعبنا. ولا يحق أن تؤدي المنافسة الشرسة بين أقطاب من نفس النظام إلى الفوضى”.

و استطرد قائلا : ” إن الأزمة العميقة التي يمر بها النظام هي ثغرة يتعين على القوى الوطنية والتقدمية أن تستوعبها وتدرسها، ليس من أجل سد هذه الثغرة أو أي ثغرات، وإنما لرفض حالة الجمود وإجبار هذا النظام على طرح نقاش حقيقي على الطاولة ويدرج في جدول أعماله انطلاقة جديدة للبلد. إن المشكلة في الجزائر ليست في معرفة الشخص أو الزمرة التي ستتولى الخلاقة في نظام محتضر ولكن في فتح آفاق بناء المؤسسات التي تعيد للشعب الجزائري سيادته”.

و في تناوله لحقيقة المترشّحين الحاليين للرئاسيات المقبلة، يرى رئيس الإرسيدي أنّه ” مع نظام انتخابي أشرف وصادق على كم من عملية تزوير، وإدارة مسؤولة عن انتهاكات متكررة للدستور، إن الذين يزعمون اليوم بالدعوة والسعي لانتهاج سياسة تستجيب لتطلعات الشعب في العدالة والتقدم، ليسوا في حقيقة الأمر سوى أولئك الذين يطمحون إلى طرد الجالسين في الحكم للجلوس في نفس القالب. إن الذين يدّعون السعي للوصول إلى السلطة في الوضع الحالي بوسائل شرعية، وبالإضافة إلى أنهم لا يجدون حرجاً في أن يُنظر إليهم على أنهم نسخ باهتة من الذين يريدون أخذ مكانهم، فهم يخاطرون بالظهور على حقيقتهم وهي أنهم محتالون استغلوا وصادروا كل المكاسب الديمقراطية الكفيلة بتزويد البلاد بمؤسسات تتناسب مع طموحات الشعب الجزائري”.

و ختم رئيس الإرسيدي خطابه بدعوة المجلس الوطني لأخذ موقف صريح من الرئاسيات و رسم الخطوط العريضة للعرض السياسي الذي يمكن أن يخرج البلد من الأزمات الدورية التي يمر بها منذ الانطلاقة الخاطئة في عام 1962. و نوّه الحاضرين إلى حقيقة بديهية و هي : ” أنه يستحيل إنقاذ النظام والجزائر معاً “.

أمياس مدور