محسن بلعباس : ليس من حق الجيش الرّد على المسائل السياسية و رئاسيات أفريل إحتفالية فولكلوريّة لترسيم رئيس معيّن مسبّقا

في لقاء مطوّل خصّ به قناة “راديو آم” و “هافبوست الجزائر ” ضمن حصّة أوف شور، تطرّق رئيس الإرسيدي ، محسن بلعباس، لملف الرئاسيات، خرجات الجيش الوطني الشعبي السياسية الأخيرة و طرق الخروج بالبلاد من دوامة الأزمات المتكرّرة.

و اعتبر الإرسيدي أن موعد الرئاسيات المقبلة المزمع  تنظيمها من طرف وزارة الداخليّة و في غياب مجال إعلامي و سياسي حر لطرح البرامج السياسيّة المختلفة على الرأي العام الوطني، بمثابة احتفاليّة فلكلوريّة لترسيم رئيس معيّن مسبقا من طرف أصحاب القرار. و أنّ الإرسيدي في صدد البحث عن الآليات و الميكانزمات السياسية و التنظيميّة التي تضمن للجزائر إنطلاقة جديدة تكون بمثابة قطيعة جذريّة مع سلسلة الإنطلاقات الخاطئة التي عرفتها البلاد منذ فجر الإستقلال و الراميّة أساسا و حصريّا لضمان ديمومة نظام المصالح الضيقة.

و أعاد طرح خريطة الطريق التي يتمسّك بها الإرسيدي و المتفق عليها بين أطراف أرضيّة مزافران و التي مفادها توافق كلّ أطراف المعارضة على آليات المرور بمرحلة إنتقالية مدروسة المعالم و محدودة الآجال، يتخلّلها إقرار دستور جديد توافقي يقترحه مجلس تأسيسي أو مجلس دستور يتكوّن من شخصيات وطنيّة، و تنصيب لجنة مستقلّة لتنظيم ( و ليس فقط مراقبة ) الإنتخابات كما هو معمول به في أكثر من 78 بالمئة من الدول عبر العالم. كما رافع رئيس الإرسيدي من أجل توافق المعارضة على الآليات الإنتقالية قبل التوجّه إلى السلطة للتفاوض حول كيفيّة الخروج من الأزمة. و أكّد محسن بلعباس أن اطراف السلطة التي يتوجّب التفاوض معها ليست تلك الأحزاب المواليّة التي لا قرار بيدها بدليل أنّها تجهل ،حتى اللحظة، تاريخ استدعاء الهيئة الناخبة و امكانيّة ترشّح الرئيس المنتهيّة عهدته من عدمه.

و ندّد رئيس الإرسيدي بميل رئيس أركان الجيش إلى جعل المؤسّسة العسكريّة شبيهة بحزب سياسي عبر تنشيطه لمهرجانات في الثكنات تُلقى فيها خطابات سياسيّة تبثها التلفزة الرسميّة في قالب يشبه لحد بعيد مهرجانات الحملة الإنتخابية. كما طلب من القيادة العامة للجيش تطبيق القانون بحذافره على المخالفين له أو تعديله بدل انتهاج خطاب التهديد لأنّ القانون يُطبّق إن ثبت الخروج عنه و لا يُستعمل كأداة تهديد و استفزاز. و أكّد رئيس الإرسيدي أن المتقاعدين من الجيش لهم حق الخوض في المسائل السياسيّة و مخاطبة الرأي العام و إبداء الرأي و تقديم الحلول و لا وجود لقانون يمنع ذلك. في حين، يُمنع منعا باتا الإدلاء علنا بالمسائل الأمنيّة و أسرار الجيش. و استطرد محسن بلعباس قائلا أن حق الرّد على الرسائل السياسيّة الموجّهة للجيش من صلاحيات وزارة الداخليّة و رئاسة الحكومة و رئاسة الجمهوريّة.

و دعا محسن بلعباس القنوات التلفزيونيّة لفتح المجال لحصص سياسيّة تلتقي فيها الأحزاب، موالاة و معارضة، لمناقشة البرامج و الرؤى دون رقابة ليتمكّن الرأي العام الوطني من أخذ فكرة صحيحة عن الأوضاع و يسترجع الشعب ثقته في رجال السياسة.و أكّد أن ذهاب رؤساء الأحزاب إلى باريس أو لندن للمشاركة في حصص تلفزيونية راجع أساسا إلى عدم وجود حصص مماثلة في الجزائر. و عاتب رئيس الإرسيدي القنوات الخاصة التي لا تستدعي النشطاء السياسيين إلا لحصص تهريجيّة. كما ندّد محسن بلعباس بالتلفزة العموميّة التي لم تستضيف مسؤولي الإرسيدي منذ عام 2007.

كما تطرّق رئيس الإرسيدي محسن بلعباس، إلى مبادرة الأحزاب التقدميّة لبلدان شمال إفريقيا التي انطلقت شرارتها الاولى في خضمّ المؤتمر الخامس للأرسيدي. فأكّد أنها جاءت بعد أن إتّضح للجميع تعنّت السلطات الرسميّة لبلدان المنطقة في التشبّث بالمسائل الثانويّة و تغييب المسألة الجوهريّة المتمثّلة في اتحاد شعوب شمال إفريقيا. كما كشف أن مسار المبادرة متواصل و ان لقاءا آخر بعد لقاء الجزائر العاصمة  و موناستير التونسيّة قد تمّ برمجته نهاية شهر فبراير بمدينة طنجة المغربيّة.

أمياس مدور