كشف رئيس الأرسيدي، محسن بلعباس، في تدخل تيلفزيوني مساء هذا الثلاثاء، عن محاولات يائسة للسلطة للتقرب منه منذ أشهر لدعوته إلى ثني موقف الحزب وتليين رؤيته للأزمة مقابل فك الضغوطات عليه وعلى نشاطات الحزب.
وأكد أن موقفه الثابت بعدم الدخول في متاهات الحوارات الثنائية السريّة والتزامه بالوفاء للمطالب الشعبية المعبّر عنها في الشارع الجزائري أوصلت السلطة الساعية إلى تدجين الطبقة السياسية إلى حد اخراج ملف حادث يندرج في اطار الحق العام من الأدراج ومحاولة تكييفه لأكثر من مرة قصد تبرير رفع الحصانة البرلمانية عنه ومتابعته قضائيا. واستغرب محسن بلعباس من تسرّع السلطة إلى اجراء رفع الحصانة في وقت كان يمكنها التريّث إلى غاية المصادقة المزيّفة للدستور في 1 نوفمبر و تسقط الحصانة البرلمانية تلقائيا كتحصيل حاصل. كما تساءل عن معنى التصويت عن رفع الحصانة عنه في وقت تنازل عنها ضمنيا منذ استدعاءه من قبل الدرك الوطني وقبول مساءلته و التوقيع على محضر الاستماع.
وأكد محسن بلعباس أن الإرسيدي يعيش مضايقات أمنية وقضائية وادارية غير مسبوقة، تجسدت في اعتقال عدد من مناضليه أبرزها الاحتفاظ بأحد أعضاء المجلس الوطني في السجن منذ شهور في غليزان، والتضييق على المنتخبين المحليين كما حصل بحر الاسبوع الجاري مع رئيس بلدية أعفير الذي حوكم غيابيا بسبب منحه مطعم مدرسة لعائلة معوزة كي تطعم ضيوفها بمناسبة عرس، ومنع نشاطات الحزب التنظيمية. وأردف محسن بلعباس أن كل هذه الحملة الشرسة ضد الحزب لن يغيّر شيئا لأن الإرسيدي لن يقبل أبدا أن تملى عليه برامجه الوطنية ورؤاه السياسية وتصوراته المستقبلية. فالارسيدي حزب مستقل بقراراته، وطني في نظرته وشفاف في نشاطاته.
وفي الشق السياسي للحوار التليفزيوني، تأسف محسن بلعباس لتضييع السلطة لفرصة تاريخية ما زالت قائمة لحل الأزمة عبر الولوج إلى توافقات تفضي إلى رحيل النظام و بدء مسار انتقالي تأسيسي يبني جزائر قوية بنظام ديمقراطي مدني جديد قادر على رفع تحديات الحاضر واستشراف المستقبل. ورافع محسن بلعباس من أجل جزائر متنوعة تسع الجميع. وطمأن الرأي الوطني أن الثورة السلمية ستتواصل إلى غاية النصر المبين. وتأسّف محسن بلعباس لتدهور الوضعية الحقوقية في الجزائر وانزلاقها نحو الأسوء لتصبح أضحوكة في المشهد العالمي.
شعبان بوعلي